أكد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان أن الحفاظ على انجاز التحرير ومكتسباته انما يتم من خلال الوحدة الوطنية"التي بدورها لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الارادة الوطنية الجامعة، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والآنية والذاتية. والطريق الأسلم لتثبيت هذه الارادة، هو الايمان برسالة لبنان القائمة على الوحدة في التنوع، والالتزام بمبدأ الولاء الوطني، والتمسك بقيم النظام الديموقراطي القائم على العدالة والحرية وحقوق الإنسان، حيث يشارك جميع أبناء الوطن بالتكافل والتضامن، في تقاسم أعباء بنائه والنهوض به وصنع حاضره ومستقبله". كلام العماد سليمان جاء في امر اليوم الذي وجهه أمس الى العسكريين لمناسبة الذكرى السادسة لتحرير الجنوب في 25 أيار مايو 2000. وقال سليمان:"مضت ست سنوات على محطة تاريخية مهمة من مسيرة الوطن تمثلت بتحرير القسم الأكبر من أرضنا المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي وبدحر العدو الاسرائيلي الذي لا يزال يمعن في ممارسة اعتداءاته وانتهاكاته للأجواء والمياه الاقليمية اللبنانية". ولفت الى ان"هذا الانجاز المشرف الذي تحقق بفضل تضحيات المقاومة وصمود الجيش والتفاف المواطنين حولهما، أعاد للوطن صورته الزاهية وموقعه المميّز على الخارطتين الاقليمية والدولية وعزز ثقة الشعب اللبناني بقدرته على الصمود والانتصار أياً تكن الأخطار والتحديات". وتطرق سليمان الى شهداء الجيش الذين سقطوا في السنين الماضية. وقال"ان القدر دعا كوكبة من القوات الجوية لتنضم الى قافلة شهداء المقاومة والجيش وشهداء الوطن وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأضاف موجهاً كلامه الى العسكريين:"ان الواجب يدعوكم الى المزيد من الجاهزية العالية لمواجهة العدو الاسرائيلي والتصدي لمخططاته. والوقوف صفاً واحداً في مقاومة الإرهاب الهادف الى نشر الفوضى والإخلال باستقرار المجتمع، ومقاومة التعصّب الطائفي ومشاريع الفتنة المتربصة شراً بوحدتنا، ومقاومة التدخل السياسي حفاظاً على قوة المؤسسة ومناعتها، ومقاومة الفساد ومنعه من التسلل الى النفوس لأنه نقيض مبادئنا وقيمنا العسكرية. بذلك تحافظون على ثقة مواطنيكم، وتثبتون أنكم حصن وحدتهم وحماة إرادتهم، وملاذهم في أوقات الشدائد والملمات".