في نهاية اللقاء مع السفراء العرب سئل السفير السوري سامي الخيمي ما اذا كان اقتنع بوجهة نظر لبنان التي عرضها الرئيس السنيورة فأجاب:"دولة الرئيس لم يحاول اقناعنا وانما عرض علينا موقف الحكومة اللبنانية". وسئل:"هل انتم مقتنعون بهذا الموقف"فأجاب:"بالنسبة الى موضوع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، سورية كانت دائماً مؤيدة لاقامة علاقات وليست هناك مشكلة في هذا الموضوع من حيث المبدأ، وعلى كل حال فإن الطريقة هي التي تحدد المسار". وعندما سئل:"ما هي هذه الطريقة؟". قال:"الطريقة في أن يتوقف بعض المزايدين في لبنان عن انتقاد سورية أولاً، وأن تقوم علاقات طبيعية بين بعض السياسيين اللبنانيين وسورية". وعن زيارة السنيورة دمشق وتحديد الحدود في مزارع شبعا قال السفير ان مسألة ترسيم الحدود"تجاوزناها منذ زمن ونحن لا نمانع بأن يبدأ الترسيم من الشمال وعلى كل حال لو لم تكن سورية تحترم سيادة لبنان لما كان لبنان". وبالنسبة الى السواتر الترابية السورية في بلدة عرسال البقاعية سأل الخيمي:"أي سواتر ترابية تتحدثون عنها؟ فقيل له انها في عرسال، فأجاب:"لا سواتر ترابية سوى تلك المتعلقة بالمهربين والتي كانت دائماً تقام ومن ثم تزال بحسب وجود المهربين".وكرر قوله ان سورية وافقت على ترسيم الحدود لكنها اقترحت أن تبدأ من الشمال طالما ان هناك احتلالاً في مزارع شبعا. ولفت الى ان زيارة السنيورة لدمشق هي الآن قيد النقاش"لتحديد جدول اعمالها وليست هناك مشكلة حقيقية". وقيل له:"عندما كانت سورية في لبنان كانت تقول ان العلاقات مع لبنان هي النموذج للعلاقات بين الدول العربية وان أي طرف يتهم بالخيانة اذا طالب بانسحاب الجيش السوري فما هو المطلوب من لبنان كي تكون العلاقات طبيعية؟". فأجاب:"في الحقيقة ان ما يقال لكم ربما ينتمي الى الوهم. نحن لم نكن نسمع من يطالب سورية بالخروج من لبنان، كنا نسمع كثيراً من المديح من اولئك الذين يشتمون سورية الآن، وآمل بأن تراجعوا قليلاً التصريحات الاعلامية التي كانت تصدر في العام الماضي أو قبل عامين، وستدركون أن المسؤولين السوريين لم يسمعوا قط من يطالب برحيلهم من لبنان". فقيل له:"لكن البطريرك الماروني نصرالله صفير كان يدعو الى الانسحاب العسكري السوري من لبنان"، فأجاب:"ان البطريرك لم يكن يدعو الى الانسحاب انما الى اعادة التموضع أو الانتشار". واكد الخيمي"اننا من دعاة قيام مرحلة جديدة بين البلدين، وهذا السؤال اطرحه عليكم اذ ان جزءاً من الاعلام اللبناني يشعر دائماً بأن لديه ما يتسلى به ضد سورية". وقيل له:"لكن هناك أيضاً الاعلام السوري"، فأجاب:"في الحقيقة هناك بعض وسائل الاعلام في سورية ولكن اذا نظرت اليها بدقة فهي أقل بكثير من بعض وسائل الاعلام اللبنانية وغالباً ما تعتمد الرد على الحملات". وأضاف الخيمي:"لك ان تعرف انها لا تنقل الموقف الرسمي السوري؟". وعن موقفه من المشاورات الجارية في مجلس الأمن قال ان"قضية العلاقات يجب أن تبقى محصورة بين البلدين كدولتين سيدتين ونحن ننظر الى تدخل مجلس الأمن كجزء من الضغوط التي تعودنا عليها واذا كنتم أو كان بعضكم يعتمد على هذه الضغوط، أقول له انه يستطيع أن ينتظر المزيد من الضغوط، وهذه الضغوط لا تأتي من أجل لبنان مع الأسف ولا من أجل سورية ولا من أجل الشعبين انها تأتي في سياق"أجندة"معينة تخدم اسرائيل واذا كانت هذه الضغوط تنتمي اليها فلا نستطيع سوى أن نقول اننا سنتصدى لها". وقيل للسفير الخيمي لماذا جبهة الجولان هادئة، فأجاب:"ان جبهة الجولان هي الجبهة الممانعة الرئيسة ضد اسرائيل وان كل المقاومة العربية للاحتلال تتم بسبب صمود سورية، المسألة هنا لا تتعلق بفتح جبهة معينة، في الحقيقة لا تستطيع الدول الرسمية والجيوش الرسمية ان تتحمل تبعات حرب معلنة مع اسرائيل وذلك بسبب الدعم اللامتناهي الذي تحظى به من الولاياتالمتحدة الأميركية، أنتم في لبنان محظوظون بأن لديكم مقاومة شعبية وليست رسمية لكنها مدعومة من جميع الأنظمة العربية".