اعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية الجديدة ايهود اولمرت إعادة تقسيم"أرض اسرائيل"فلسطين التاريخية بين اليهود والعرب"حبل نجاة للحركة الصهيونية"مضيفاً ان مواصلة الاستيطان اليهودي المبعثر في أعماق الضفة الغربية يشكل خطراً على الدولة العبرية، مكرراً عزم اسرائيل على ترسيم حدود"آمنة"من طرف واحد في حال عدم تعاون السلطة الفلسطينية معها، مشترطاً هذا التعاون بتنفيذ السلطة جملة من الاملاءات في مقدمها اعتراف حركة المقاومة الاسلامية حماس باسرائيل. وكان اولمرت يتحدث أمام اعضاء الكنيست البرلمان الاسرائيلي أمس لدى طرحه حكومته الجديدة لنيل الثقة مستعرضاً الخطوط العريضة لسياسة هذه الحكومة وفي مركزها ترسيم حدود الدولة العبرية بعد تجميع المستوطنين المنتشرين في عشرات المستوطنات الصغيرة في الكتل الاستيطانية الكبرى شمال الضفة الغربية ومحيط القدس وإدامة احتلال القدس وغور الأردن. وقال اولمرت انه ينطلق في خطته الجديدة من إيمانه الراسخ بحق اسرائيل في جميع المناطق في"أرض اسرائيل"لكن هذا الحلم لن يتحقق على رغم"الألم وتقطيع نياط القلب"من التنازل عن أجزاء منها"اذ ان الأهم هو ضمان غالبية يهودية متينة وصلبة في دولتنا". وتابع ان حكومته ترى في فك الارتباط عن قطاع غزة خطوة ايجابية أولى في هذا الاتجاه"لكن الأمور الكبرى ما زالت أمامنا. ان مواصلة الاستيطان المبعثر في أرجاء الضفة يخلق مزيجاً سكانياً من الصعب فصله ويعرض وجود اسرائيل كدولة يهودية الى الخطر". وتوجه اولمرت الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قائلاً ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة تفضل التفاوض مع سلطة فلسطينية ملزمة بمبادئ خريطة الطريق الدولية، تحارب الارهاب وتفكك تنظيماته وتتبع النظام الديموقراطي السليم وتحترم الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل. وأضاف ان التفاوض مع سلطة كهذه هو القاعدة الأمتن والمرغوبة لعملية سياسية تقود الى اتفاق سلام. وتابع ان اسرائيل لن تتنازل عن مطالبها هذه شرطاً للتفاوض"ويتحتم على السلطة الفلسطينية ان تحدث تغييراً جذرياً في أنماط سلوكها وردودها". وزاد ان حكومة فلسطينية يقودها الارهاب لن تكون شريكة لمفاوضات ولن يتم معها أي اتصال عملي ويومي"واسرائيل مستعدة للانتظار ريثما يحصل التغيير في السلطة، سنتابع عن كثب سلوك السلطة، ونواصل ضرب الارهاب ومشغليه في كل مكان، لكننا سنمنح السلطة فرصة لتثبت انها تدرك حجم المسؤولية الملقاة عليها وأنها مستعدة لتتغير". واستدرك ان الانتظار لن يدوم طويلاً"لأن اسرائيل ليست راغبة في، ولا قادرة على، تعليق قرارات مصيرية حول مستقبلها الى حين تنفذ السلطة الفلسطينية الالتزامات التي قطعتها على نفسها". وتابع انه اذا ما أيقنت اسرائيل ان السلطة الفلسطينية ليست جدية ولا تتطلع حقيقة الى مفاوضات سياسية"فإننا سنسلك طرقاً أخرى، سنعمل من دون اتفاق مع الفلسطينيين ونقوم بترسيم الحدود التي نريدها على أن تكون آمنة تضمن غالبية يهودية صلبة". وزاد ان"الجدار الفاصل الذي يتواصل انشاؤه ستتم ملاءمته للحدود التي ستتم بلورتها، شرقاً وغرباً من دون تحديد نشاط الجيش. والحدود التي سنرسمها في السنوات المقبلة ستكون مغايرة جوهرياً عن وضعها الراهن في الأراضي التي تسيطر عليها تحتلها اسرائيل. هذه هي خطة الحكومة وعلى أساسها أقيمت وهذا هو الالتزام الذي قطعناه للناخب الاسرائيلي وطلبنا ثقته وحصلنا عليها". وتطرق اولمرت الى الملف النووي الايراني بالقول ان التهديد الذي تشكله ايران يلقي بظل ثقيل على المنطقة كلها"ما يحتم على المجتمع الدولي بذل كل ما في وسعه لوقف ايران"، مضيفاً ان اسرائيل ليست عاجزة عن مواجهة ايران وتملك القدرة لتدافع عن نفسها أمام أي تهديد.