أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت مجددا عزمه تنفيذ"خطة الانطواء"التي وضعها مع جلوسه على كرسي رئيس الحكومة قبل أربعة أشهر وتقوم على تجميع المستوطنات المنتشرة في أعماق الضفة الغربية ضمن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة ومحيط القدس لضمها الى حدود الدولة العبرية التي سيتم ترسيمها بقرار أحادي الجانب. ونقلت الإذاعة العبرية عن أولمرت قوله لأعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي التقاهم في مكتبه أمس، ان إسرائيل لن تنتظر الفلسطينيين كثيراً لاستئناف العملية السياسية، وأنه"إذا اتضح لإسرائيل أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن يتغير، وأنه لا شريك لديها، فإنها ستقوم بترسيم حدودها الدائمة بنفسها لضمان الأمن للإسرائيليين"، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني سيكون الخاسر من خطوة كهذه. وحمّل أولمرت سورية مسؤولية الهجوم الانتحاري في مدينة تل أبيب الاثنين الماضي، قائلاً إن"الأوامر بتنفيذه صدرت من مقر حركة الجهاد الإسلامي في دمشق الذي تلقى تقريراً عن العملية بعد وقوعها. لقد تم تنفيذ الأوامر ونجحت العملية". وعاود أولمرت اتهام سورية بالتعاون مع إيران والحكومة الفلسطينية برئاسة"حماس"لتخطيط هجمات في أراضي السلطة الفلسطينية. ونقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن أوساط قريبة من أولمرت، إصراره على تنفيذ"خطة الانطواء"خلال ولاية الحكومة الجديدة التي سينتهي قريباً من تشكيلها. وقالت إن هذه الخطة ستكون في مركز اهتمامات أولمرت وحكومته الجديدة فور أداء القسم القانوني، مستبعدة أن ينجح حزب"العمل"، الشريك الأبرز لأولمرت في الحكومة الجديدة، في ارجاء تنفيذ الخطة التي يدعمها مبدئياً لكنه يفضل الشروع في تنفيذها بعد استنفاد الاتصالات مع الفلسطينيين. ويرى قريبون من أولمرت أن تصعيد الفلسطينيين هجماتهم العسكرية والانتحارية سيسهّل مهمة أولمرت في اقناع شركائه في الائتلاف الحكومي بحيوية الانسحاب الأحادي من أعماق الضفة الغربية، كما سيساعده في اقناع المجتمع الدولي بدعم هذه الخطة بداعي غياب شريك فلسطيني جدير بالتفاوض"على نحو يحتم على إسرائيل اتخاذ خطوات تصب في مصلحة أمنها، من دون أن تقيم اعتباراً للطرف الثاني".