وجه رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية نداءً إلى الرئيس الحالي للقمة العربية الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاردني معروف البخيت والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من أجل التحرك لوضع حد للحصار المالي المفروض على الحكومة والشعب الفلسطينيين. ودعا هنية هؤلاء القادة الى"التحرك من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وعدم استمرار هذا الابتزاز السياسي للشعب الفلسطيني". واتهم هنية خلال برنامج"واجه الصحافة"الذي نظمته وزارة الاعلام الفلسطينية في مدينة غزة أمس الولاياتالمتحدة بأنها تريد ان تسوق المنطقة وفق منطق البلطجة، وانها تمارس ضغوطاً كي لا يتم ادخال الاموال التي تبرعت بها دول عربية واسلامية للسلطة الفلسطينية. وبدا هنية المعروف بهدوئه وبابتسامته التي لا تفارق شفتيه منفعلاً غاضباً متحدثاً بصوت عالٍ عن الازمة المالية الخانقة التي تمر بها الحكومة منذ توليه رئاستها قبل أكثر من شهر بسبب الحصار الغربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد حكومته. وقال ان ليس لدى الحكومة أي مشكلة في توفير الاموال التي توافر جزء منها لدى الجامعة العربية، وجزء آخر سيصل الى صندوق الجامعة، بل المشكلة في كيفية ادخال هذه الاموال الى خزانة وزارة المال الفلسطينية. وجدد تأكيده ان الحكومة لا تمانع في وصول هذه الاموال عبر الرئيس محمود عباس أو أي دولة عربية شريطة ان تصب في وزارة المال الفلسطينية. واشاد بموقف مشابه للرئيس عباس في احدى المقابلات التلفزيونية. ودعا هنية البنوك العاملة في الاراضي الفلسطينية ومديري البنوك الوطنيين الى ان يقفوا"الموقف الوطني الصحيح المطلوب"في ما يتعلق باستقبال اموال لدفع رواتب أكثر من 160 ألف موظف مدني وعسكري لم يتمكنوا حتى الآن من تسلم رواتب شهر آذار مارس الماضي. وقال ان الحصار الذي تفرضه الولاياتالمتحدة سعى الى"تجفيف المنابع المالية وممارسة الارهاب على البنوك حتى لا تقوم بواجبها الوطني تجاه الشعب الفلسطيني". وزاد:"ان هدف الحصار والعزل السياسي هو دفع الحكومة الى تقديم تنازلات سياسية والقبول بشروط مست في المرحلة السابقة بالحقوق والثوابت الفلسطينية". وقال ان"هناك اموالا لنا لدى اسرائيل قفزت فوق 150 - 200 مليون دولار"، متعهدا عدم تسلم راتبه ورواتب الوزراء قبل أن يتسلم أي موظف راتبه. كما تعهد تقديم راتبه الأول كاملاً الى عائلة الطفلة التي استشهدت في قصف اسرائيلي في شمال القطاع قبل أيام عدة. ورحب هنية بأي انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية في اشارة الى"خطة الانطواء"التي وضعها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت وينوي تنفيذها خلال السنوات المقبلة. وقال:"نحن مع أي انسحاب اسرائيلي من الارض الفلسطينية، لكن هذا لا يعني القبول بالحلول الاحادية الجانب التي تنتقص من السيادة والحقوق الفلسطينية"، مشيرا الى ان هذا الموضوع ومواضيع أخرى كثيرة سيناقشها بوضوح وفي شكل معمق مع الرئيس عباس في غزة في لقاء سيجمعهما خلال الأيام القليلة المقبلة. ووجه هنية رسالة الى الاسرائيليين قائلاً:"اذا أرادوا هدوءاً واستقراراً وسلاماً، فان هذا مبني على انهاء الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه، وترك المنطقة تعيش سنوات من الهدوء والاستقرار". واعتبر ان اللاءات الاسرائيلية للحقوق الفلسطينية وخطة ضم الاغوار تعنيان تعنتاً اسرائيلياً في التعامل مع الحقوق الفلسطينية. واشار الى الاتصالات مع بعض الاطراف الاوروبية، سواء الاعضاء في الاتحاد الاوروبي او غير الاعضاء، مشددا على ان الحكومة حريصة على العلاقة مع اوروبا وتطوير هذه العلاقة معها. ودعا الاتحاد الاوروبي الى اعادة النظر في قطع مساعداته عن الحكومة الفلسطينية، والى ان ينظر الى المأساة الانسانية للشعب الفلسطيني. وحول الحوار الوطني الفلسطيني قال هنية انه يشجع كل مبادرة للحوار، معتبرا انه كي يكون الحوار ناجحاً ويؤتي ثماراً فان ذلك يتطلب اعدادا جيداً، و"ان لا يأتي على خلفية أزمة، بل على خلفية تثبيت ساحتنا الفلسطينية والبحث في اعادة بناء منظمة التحرير". وتعقيبا على استقالة منسق اللجنة الرباعية الدولية جيمس ولفنسون من منصبه، قال هنية ان الاستقالة جاءت"احتجاجا على موقف الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية وعدم تعاملهما مع الوضع الفلسطيني في شكل نزيه"في اشارة الى قطع المساعدات.