هناك لغط كبير لدى كم غير بسيط من الإعلاميين الذين يدخلون ضمن إطار ما يسمى ب"الصحافة الفنية"حول فهم موضوع صراحة الفنان وشفافيته مع رجال الإعلام. بل هناك تناقض وتشويش كبير في فهم اللغة الإعلامية برمتها، لذا تراهم يقعون، ويا للأسف، ضحية التناقض بين حاجتهم الإعلامية إلى التصاريح والمانشيتات والخبطات التي تثري مطبوعاتهم وتزيد من مبيعاتها، وبين رفضهم أي فنان يتمتع بالصراحة وليس الوقاحة، ويجيب عن كل سؤال وإشكالية بمنتهى الوضوح والبحبحة. ولنأخذ مثلاً تعاطي الصحافة الفنية الخليجية مع شفافية أحلام وعفويتها ووضوحها مع الإعلام، خصوصاً في إطلالاتها الأخيرة عبر"روتانا"التي بدأت بمؤتمر توقيع العقد، ثم حلقة"مع حبي"، وحلقة"خليجيات"، وأخيراً حلقة احتفالية السنة على إطلاق"روتانا خليجية"... كل هذه الحلقات تميزت بالخط والأسلوب نفسيهما. أحلام واجهت بعض الأقلام المتناقضة التي تحدثت عنها، فهي في وقت تتلهف لتصريحات أحلام وإجاباتها المباشرة والواضحة، ترفض هذه الإجابات وتتهم الفنانة بالسطحية وبأنها ترد الصاع صاعين على كل من يتحرش بها سواء من الفنانين أو الصحافيين . وأنا، بصفتي في موقع الوسط، كوني لست صحافياً أمارس المهنة وأضع العناوين وأغطي الأحداث، وكوني من محبي أحلام ومن متابعي كل ما يطرح على الساحة الغنائية والصحافية، أرى، ومن باب محايد جداً، أن أحلام تقف في الموقف الصحيح وتعبر عن آرائها من دون أي خوف أو مجاملة. أحلام تقول للمخطئ، بحسب وجهة نظرها، أنت مخطئ وتشير عليه علناً تبط عينه. وهي تملك من شجاعة المواجهة ووضوح الموقف الكثير بل وحتى عندما تتراجع، تتراجع بقوة، وعندما تسامح لديها من النبل الكثير. أحلام عندما تعبر عن ظلم تعرضت له، فإنها تعبر بحميمية، بل نراها تكتفي بالغناء أحياناً لترد على شخص هاجمها أو أخطأ في حقها. ومع كل صراحتها، فإنها لم تدخل منطقة"الوقاحة"كغيرها بل بقيت محترمة حتى في ردودها ولجوئها الى الغناء. واستخدامها لأغانيها في تلك الردود مثل"شيل من راسك أجيك" أو"موت في غيضك"، أو"قول عني ما تقول .. صوبي كم صعب الوصول"، يبقي موقفها محترماً، إذ تكون أقرب إلى الاحترام، لأنها استخدمت سلاحها الفتاك وهو الغناء. كل من يفهم أحلام خطأ أجده متورطاً في حكاية التشويش والتناقض. وأقصد في هذا الكلام الإعلاميين وليس الناس العاديين. فللجمهور حق أخذ انطباع معين عن الفنان من خلال أغانيه أو لقاءاته، وعادة ما تكون هذه الانطباعات عفوية .. لكن الشخصية الإعلامية يجب أن تنظر بعين مهنية صرفة. ولأن أحلام تشبع نهم الإعلاميين بصراحتها وقوة شخصيتها وعفويتها المحببة، فالمفترض أن يكتشف الإعلامي الحذق، وبسهولة، أن أحلام اسم مهم جداً في الوقت الراهن موسيقياً وإعلامياً وان هذه المكاشفة يجب أن تكافئ لا أن تهاجم وكأنهم يعضون اليد التي امتدت بعطاء لهم! أحلام تقدم للإعلام مانشيتات، وتكشف بكل شجاعة عن آرائها ومواقفها. فماذا يريد هؤلاء أكثر من هذا؟ يجب أن نقدم لأحلام كل الاحترام في توجهها مع الإعلام، كما أعتبرها قيمة فنية وإعلامية خصوصاً في ظل الاندماج الراهن والكبير بين الإعلام والفن. والفنان هو مشروع إعلامي في النهاية يسوق ويصدر ويتحدث ويقدم الآراء في مجال عمله. أحلام تدافع عن نفسها من وجهة نظرها بكل قوة، وهذا الأجمل في شخصيتها، ومن يريد غير ذلك أظنه يبحث عن فنانة خرساء، وأحلام غير ذلك!