قال فصيل متمرد في اقليم دارفور السوداني امس، بعد تعرضه لضغوط مكثفة للانضمام لاتفاق سلام، ان المقترحات التي طرحها على الحكومة لاقت استجابة ايجابية وان احتمال حدوث انفراج يبدو قائما. ورفض عبد الواحد محمد النور زعيم احد فصيلي"جيش تحرير السودان"حتى الآن قبول اتفاق السلام الذي وقعه الاسبوع الماضي مني اركو ميناوي زعيم الفصيل الاخر من الجيش مع الحكومة السودانية لانهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة اعوام. واثار رفض النور وجماعة متمردة أصغر هي"حركة العدل والمساواة"للاتفاق، مخاوف من ان يؤدي ذلك الى استمرار الصراع. وقوبل الاتفاق بتظاهرات عنيفة في العديد من مخيمات اللاجئين في دارفور. وكتب النور لوسطاء الاتحاد الافريقي الاربعاء طالباً منهم فتح مناقشات مع الخرطوم من جديد وتعهد بتوقيع الاتفاق اذا تمت تلبية المطالب الاساسية في وثيقة منفصلة. وقال ابراهيم ماديبو، وهو مستشار مقرب من النور،"هناك رد ايجابي للغاية من الاتحاد الافريقي ورد ايجابي من الحكومة. قد يؤدي هذا لانفراج في المفاوضات". ولا تزال اطراف المفاوضات في العاصمة النيجيرية ابوجا حيث اجريت المحادثات التي تمخضت عن اتفاق السلام في الخامس من الشهر الحالي. وتتعلق مطالب النور الاساسية بتقديم الخرطوم تعويضات اضافية الى دارفور وتمثيل سياسي أكبر لجماعته ودور أكبر في آليات تطبيق وقف اطلاق النار وخطة نزع السلاح التي تضمنها الاتفاق. وحمل"جيش تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"السلاح في اوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب باهمال الاقليم الواقع في غرب السودان وتضاهي مساحته مساحة فرنسا. ودعمت الخرطوم ميليشيا الجنجويد المؤلفة من قبائل عربية لسحق التمرد. وقتل عشرات الآلاف من الاشخاص واجبر اكثر من مليونين على النزوح عن ديارهم هرباً من اعمال القتل والنهب والاغتصاب والحرق. ويقول ديبلوماسيون انه تجري حالياً مناقشات مكثفة وحساسة تضم النور وميناوي والحكومة ووسطاء دوليين لكن لم تتوافر تفاصيل بشأنها بسبب دقة الوضع. وهناك عداء مستحكم بين النور وميناوي لكن ميناوي يريد من النور ان يوقع على الاتفاق لانه لا يريد أن تقوض أي عقبات اتفاق السلام. غير انه سيكون من الصعب عليه قبول تقديم اي تنازلات لغريمه بعدما وقع الاتفاق بالفعل. والنور ضعيف عسكريا ولكن قبوله للاتفاق مهم لانه ينتمي الى قبيلة الفور، أكبر قبائل دارفور. ولدى ميناوي قوات أكبر ولكنه ينتمي الى قبيلة الزغاوة الاقل عددا. وتسببت العداوة بين الجماعات العرقية في دارفور في اذكاء الصراع. وحدد الاتحاد الافريقي 15 ايار مايو مهلة لانضمام اي موقعين جدد على اتفاق السلام وهو اليوم الذي سيجتمع فيه مجلس السلم والامن التابع للاتحاد. ويتعين بعد ذلك تقديم الاتفاق رسميا الى الاطراف الدولية الضامنة. وميناوي موجود حالياً في تشاد في مسعى لكسب تأييد الرئيس التشادي ادريس ديبي للاتفاق. ويتهم ديبي السودان بدعم المتمردين في تشاد وهي تهمة تنفيها الخرطوم. وفي الوقت ذاته فان متمردي دارفور الذين ينتمون لقبيلة الزغاوة انحازوا لصف ديبي الذي ينتمي للقبيلة ذاتها. لكن العلاقات توترت بين ميناوي وديبي في الآونة الاخيرة ويخشى مراقبون من أن يحاول الرئيس التشادي افساد اتفاق السلام اذا لم يتم استرضاؤه.