اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، الدول الغربية بالنفاق، ووصف قلقها من البرامج النووية لبلاده بأنه"أكذوبة كبيرة"، فيما كشف ديبلوماسيون ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة الى ألمانيا ستجتمع في لندن في 19 من الشهر الجاري لدرس"الحوافز والعقوبات"الجديدة التي ستقدم الى إيران في مقابل وقف نشاطاتها النووية. جاء ذلك غداة تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تمسك بلادها بقرار ملزم لإيران يصدره مجلس الأمن استناداً الى البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذي تعارض موسكو وبكين استخدامه بعدما لجأت واشنطن إليه لتبرير هجومها على العراق. لكن رايس شددت على ضرورة"إعطاء وقت"للديبلوماسية، معبرة عن تفاؤلها بفرص التوصل الى هذا الهدف، وصرحت:"قيل مرات عدة ان الأمور لن تستقيم، لكننا في مجلس الأمن حالياً". وقال نجاد، في مؤتمر صحافي عقده على هامش مؤتمر الدول الثماني النامية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا:"تختبر الدول الكبيرة انواعاً جديدة من أسلحة الدمار الشامل يومياً ويوسعون نشاطاتهم النووية، ما يجعلهم غير قلقين من البرامج النووية". وأعلن نجاد ان الإيرانيين يرفضون"القرارات الخاطئة"للمجتمع الدولي، و"هم قادرون على الدفاع عن حقوقهم"، بينما أشار الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو الى أن بلاده عرضت التوسط لتسوية الأزمة النووية بين إيران والغرب. وفيما أكد نجاد ان بعث رسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش"قرار صائب"، على رغم وصف واشنطن لها بأنها"محاولة لتشتيت الانتباه بعيداً من السياسات النووية الإيرانية المثيرة"، أعلن رئيس البرلمان الإيراني غلام علي حداد عادل ان الرسالة"لا تهدف الى استئناف العلاقات مع الولاياتالمتحدة". وأكد انها تعكس صحوة الأمم الإسلامية التي ترفض الركوع امام الحضارة الغربية والولاياتالمتحدة". وقال عادل:"يجب عدم وصف الرسالة بأنها تخلٍ عن قطع العلاقات طوال 27 عاماً مع الولاياتالمتحدة"، وكرر عبارة شهيرة أطلقها مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني قال فيها:"لماذا نقيم علاقة مثل الذئب والخروف مع الولاياتالمتحدة؟". في المقابل، انتقدت صحف إصلاحية اللهجة التي استخدمها نجاد في الرسالة الى بوش و"حساباته الخاطئة"، وكتبت صحيفة"كارغوزاران"القريبة من الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني ان"الرئيسين يملكان معتقدات دينية مختلفة لا يجمعها اي قاسم مشترك". أما صحيفة"اعتماد ملي"الثقة الوطنية، الناطقة باسم التجمع الذي أنشأه الرئيس السابق للبرلمان مهدي كروبي فقالت:"من استمع الى تصريحات الرئيس الإيراني يصعب عليه تصديق ان الرسالة يمكن ان تحل المشاكل بين البلدين". وتساءلت إذا كان"الرد الفاتر لواشنطن لا يعني ان نجاد ومحيطه اخطأوا في الحساب والتحليل".