يفتتح المتحف العسكري التابع لوزارة الدفاع التشيكية في براغ، نهاية هذا الاسبوع، معرضا خاصا يحتوي صورا ونماذج اسلحة وملابس عسكرية. ويتناول المعرض ايضا تزويد تشيكوسلوفاكيا القوات اليهودية، عشية قيام الدولة العبرية العام 1948، بطائرات واسلحة متنوعة"لولاها ما كان الجيش الاسرائيلي ليحقق الانتصار على الجيوش العربية"، على ما نسب الى رئيس الحكومة الاسرائيلية الأول ديفيد بن غوريون في اكثر من مناسبة. وبحسب تقرير خاص نشرته صحيفة"هآرتس"العبرية في ملحقها أمس، فإن النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا الذي كان حديث العهد العام 1948، وبتعليمات من الزعيم السوفياتي آنذاك ستالين، زود القوات اليهودية، بعد شهرين من قرار التقسيم في تشرين الثاني نوفمبر 1947. وقبل اربعة شهور من اعلان بن غوريون اقامة الدولة اليهودية، نحو 60 ألف بندقية، خدمت الجيش الاسرائيلي ثلاثة عقود من الزمن. لكن الصفقة الأهم هي تلك التي وقعت مطلع أيار مايو 1948 وشملت تزويد اسرائيل 25 طائرة حربية من طراز"مسرشميت"تبعتها صفقة اخرى شملت 56 طائرة حربية من طراز"سبيتغاير"، هذا فضلاً عن تدريب طيارين اسرائيليين في براغ،"وقد تدرب بعضهم وهو يلبس ملابس عسكرية انتجتها الصناعات العسكرية التي اقامها النظام النازي إبان احتلاله تشيكوسلوفاكيا". ووفقاً للتقرير الصحافي، تمنى الاتحاد السوفياتي الذي كان من أوائل الدول التي اعترفت بقرار التقسيم ثم باسرائيل، ان يؤدي هذا الدعم بالدولة العبرية الى ان تكون موالية له، خصوصاً في اعقاب قرار الولاياتالمتحدة حظر بيع اسلحة للشرق الأوسط"لكن فوز حزب مباي وخسارة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في الانتخابات البرلمانية الأولى العام 1949 بددا حلم السوفيات"، على ما تقول شوش داغان، المسؤولة الإسرائيلية عن المعرض التشيكي. وأضافت أن المعرض سيضم صوراً ووثائق تاريخية عن القواعد العسكرية التي تدرب فيها الطيارون الإسرائيليون في براغ، ونسخاً من الصفقات التي أبرمت بين الجانبين ونماذج عن العتاد الذي تلقته إسرائيل. وقالت داغان إن المعرض يوثق"التعامل الايجابي للسلطات التشيكية مع اليهود الناجين من المحرقة الذين هربوا الى تشيكوسلوفاكيا"، مشيرة الى أن براغ، التي تكتمت كما تل أبيب عقوداً من الزمن على العلاقات العسكرية، تريد من خلال المعرض أن تحسّن صورتها الموالية للغرب على نحو يصب في مصلحتها. لكن المعرض لن يتطرق، كما تقول داغان، الى حقيقة أن براغ تلقت ضوءاً أخضر من الاتحاد السوفياتي، كما لن يكشف هوية جميع الإسرائيليين الذين كانوا ضالعين في تنظيم علاقات بين الوكالة اليهودية والأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، وبينهم عدد من قادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي"بينهم الياهو غوجانسكي حمو النائبة لاحقاً في الكنيست عن الحزب الشيوعي تامار غوجانسكي والذي قتل لدى عودته من براغ العام 1948 في حادث طائرة. وبحسب ما كان معروفاً"، فإن سفر غوجانسكي الى براغ كان لغرض ترتيب مسألة الدعم العسكري لإسرائيل، كما تقول داغان التي تختم مشيرة"الى أن الغرض من المعرض الحالي عرفان جميل للشعب التشيكي وتعبير عن شكر إسرائيل على ما قدمه هذا الشعب لليهود على المستوى الإنساني وليس الديبلوماسي فحسب".