فيما استمرت الاشتباكات أمس بين اعضاء حركتي"فتح"و"حماس"في قطاع غزة، انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول المانحة على ما اسماه معاقبتها الشعب الفلسطيني، وقال للصحافيين في رام الله امس انه وجه رسالة الى اللجنة الرباعية المجتمعة في نيويورك طالبها فيها بالعمل على استئناف المساعدات للشعب الفلسطيني ومعاودة المفاوضات بين الجانبين لتطبيق خريطة الطريق. راجع ص 5. وانعقدت"اللجنة الرباعية"أمس على مستوى الوزراء بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن، وحصرت محادثاتها في الملف الفلسطيني - الاسرائيلي أثناء الجلسة الصباحية. وكان متوقعاً ان تعاود"الرباعية"الاجتماع مساء لإصدار بيان ختامي. وتلقت اللجنة رسالة عباس التي قال فيها:"اننا نبقى ملتزمين بسعينا الى تحقيق الهدف النهائي لخريطة الطريق، انشاء دولة فلسطينية ديموقراطية قابلة للحياة في فلسطين تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل في سلام آمن"، مؤكداً ايضاً استمرار الالتزام"باصلاح السلطة الفلسطينية وانهاء العنف". ودعا عباس اللجنة الى تحمل مسؤولياتها"للتأكد من تنفيذ خريطة الطريق، ووقف الخروقات والاجراءات التي تحكم مسبقاً على مفاوضات الوضع النهائي". وتضمنت الرسالة تأكيد عباس الالتزام بمبادئ الرباعية"الاعتراف بالاتفاقات السابقة، والتمسك بالشرعية الدولية، وانهاء العنف". ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماع"الرباعية"بأنه كان"جيداً"لكنه قال:"نأمل في ان تقوم اللجنة بالرجوع الى الوراء قليلاً لتتعرف على الاسباب التي ادت على عدم تمكنها من احراز التقدم وتصحيح الأوضاع. وهذا لن يأتي إلا بايجاد الآلية التي تشرف على تنفيذ الاتفاقات وتحاسب من لا ينفذها". من جانبه قال وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب ل"الحياة"بعد الاجتماع:"هناك اتفاق على ضرورة استمرار تدفق المساعدات ووصولها الى الشعب الفلسطيني وعدم احداث وضع انساني واقتصادي وأمني صعب. ... وطبعاً كان هناك تأكيد على أهمية الاتفاق من خلال المفاوضات". وأضاف:"لم نلمس ان هناك دعماً للخيار المنفرد في فرض الحل، بل تركيز على صعوبة الوضع في المنطقة لجهة ان يكون هناك التزام من كل الأطراف بخريطة الطريق". وقال الخطيب ان الثلاثي العربي تطرق الى"اهمية وصول المساعدات الى الشعب الفلسطيني الذي يجب ان لا يعاقب على خياره الديموقراطي. ان يكون هناك افق سياسي من خلال العودة الى المفاوضات، ونحن قلنا ان هناك شريكاً فلسطينياً هو رئيس السلطة الفلسطينية". وحسب الوزير الاردني، تحدث وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عن"استكشاف امكان تغيير مواقف الحكومة الفلسطينية من خلال التعامل معها، والتحدث مع الفلسطينيين من أجل الانضمام الى الاجماع العربي والدولي وقبول مبدأ الدولتين، وبالتالي القبول بالمبادرة العربية وخريطة الطريق". ونقلت مصادر قريبة من الادارة الأميركية ل"الحياة"خوف واشنطن من تصدع الموقف الدولي لقطع المساعدات عن"حماس"، وهو موقف ادى تراصه، حسب قول مسؤولين في الادارة، الى"عزل الحركة وانحسار شعبيتها"كما"أجبرها على اعادة النظر في جدوى بعض مواقفها السياسية". في هذا الوقت، انتقلت عدوى الاشتباكات بين انصار حركتي"فتح"وحماس"من جنوب قطاع غزة الى مدينة غزة حيث جرح 11 شخصاً. وتجددت الاشتباكات بعد الظهر في بلدة عبسان شرق خان يونس واتهم ناطق باسم"فتح"اعضاء من"كتائب القسام"التابعة ل"حماس"باطلاق النار من على اسطح منازل خلال تشييع عنصرين من"فتح"ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص. وطالبت"حماس"الرئيس عباس باقالة العميد رشيد ابو شباك من منصبه مديراً للأمن الداخلي باعتباره مسؤولاً عن جهاز الامن الوقائي الذي قالت ان عناصر منه اعتدت على مستشار لرئيس الوزراء هنية ونائب من"حماس". ووصف عباس الاشتباكات في قطاع غزة بأنها مؤسفة جدا وقال انه اعطى تعليماته الى الاجهزة الامنية"لكبح جماح كل من يحاول القيام بهذه الاعمال". ووجه هنية امس دعوة الى قيادتي حركتي"حماس"و"فتح"لعقد اجتماع عاجل لانهاء الاشتباكات المسلحة، مطالباً ب"ضبط النفس وانهاء كافة مظاهر السلاح". ومن دمشق وجه رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل وامين سر اللجنة المركزية لحركة"فتح"فاروق القدومي امس نداء مشتركاً الى اعضاء حركتيهما من اجل"الالتزام بالهدوء".