في حادث مروع جديد فجر انتحاري نفسه وسط مشيعي جنازة ابن شقيق أحد مسؤولي حزب"الدعوة"فقتل 36 شخصاً وأصاب أكثر من أربعين، في حين تبنى"الجيش الاسلامي"هجوماً على قافلة صهاريج، ما أدى الى تدمير عشرين منها. كما قتل 24 عراقياً في هجمات متفرقة. وعلى رغم تزايد العنف، أعرب الرئيس جورج بوش، إثر اجتماع مع قادة الجيش الاميركي في العراق ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد ونائبه ديك تشيني، عن سعادته بالتقدم الذي أحرزه العراقيون، وجدد استعداده لخفض قواته كلما أحرز الجيش العراقي تقدماً. سياسياً، أعلن الرئيس جلال طالباني ان الالتزام بمبدأ الفيديرالية هو المعيار الاساسي لحصول اي حكومة على تأييد الأكراد، وتسعى القوى الرافضة لنتائج الانتخابات الى الحصول على ستة مقاعد اضافية لتحقق نسبة"الثلث زائد واحد"في البرلمان. وقتل انتحاري 36 شخصاً وأصاب 40 آخرين عندما فجّر نفسه إثر دخوله في جنازة ابن شقيق مسؤول في"حزب الدعوة"الشيعي، تلاه أيضاً قصف بقذائف"مورتر"استهدف المشيعين، ما أرغمهم على الاحتماء بالمقبرة. وكان مدير مكتب حزب"الدعوة"في المقدادية أحمد البقة تعرض ليل أول من أمس لمحاولة اغتيال أسفرت عن جرح ثلاثة من حراسه، إضافة الى مقتل طفلة كانت على الطريق، فيما توفي أحد الجرحى، وهو ابن شقيق البقة، لاحقاً متأثراً بجروحه. وأفادت وكالة"أسوشييتد برس"أن مقبرة المدينة أصبحت مليئة بأجزاء بشرية فيما لُطخت قبورها بالدماء. ونصب مسلحون مكمناً باستخدام قذائف صاروخية وأسلحة آلية، لقافلة تضم حوالي 60 شاحنة صهريج على الطريق بين تاجي شمال وبغداد، ما أدى الى تدمير ثلاث منها في شكل كامل وإلحاق أضرار ب20، فيما دُمرت ثلاث آليات للجيش العراقي كانت تؤمن الحماية للقافلة، بحسب الناطق باسم الشرطة الملازم عبد الزهراء قاسم. لكن ناطقاً باسم وزارة النفط قال ان شاحنة صهريج أصيبت بأضرار في انفجار قنبلة على جانب الطريق، لكن الشرطة ومصادر صناعة النفط أصرت على أن الهجوم أكبر من ذلك بكثير. وتبنى"الجيش الاسلامي في العراق"الهجوم في بيان نُشر على موقع على الانترنت يستخدمه مسلحون عادة، معتبراً أن القافلة تخص"الاحتلال". وكانت هذه القافلة جزءاً من مساع كبيرة للحكومة لتخفيف النقص في الوقود في العاصمة. وفي غضون ذلك، قُتل ثمانية عراقيين على الأقل وجُرح 12 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مغاوير الشرطة في منطقة الدورة جنوب العاصمة. وأفادت مصادر أمنية أن السيارة كانت واقفة على جانب الطريق قرب سوق أبو شير المزدحمة في حي الدورة. ودارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات من لواء"الرعد"التابع لوزارة الداخلية في منطقة الغزالية غرب بغداد، أسفرت عن مقتل أحد عناصر اللواء وجرح 16 آخرين. كما أودى انفجار سيارة مفخخة قرب مقر لشرطة النجدة في منطقة الكاظمية الشيعية بحياة خمسة أشخاص، في حين جُرح 13 آخرون، بحسب مصدر أمني. وقُتل جندي أميركي وجُرح أربعة آخرون في انفجار عبوة استهدفت دوريتهم في ساحة التحرير وسط بغداد. وفي كربلاء، أعلنت الشرطة أن ثلاثة أشخاص على الأقل أُصيبوا في انفجار سيارة مفخخة في هذه المدينة الشيعية. وفي اللطيفية، كشف مصدر في الجيش العراقي أن جندياً عراقياً قُتل وأُصيب آخران في انفجار قنبلة قرب دوريتهم في هذه المنطقة المعروفة ب"مثلث الموت". على صعيد آخر كشف القيادي في"جبهة التوافق العراقية"السنية خلف العليان ان هدف"المعركة"التي تخوضها القوى الرافضة لنتائج الانتخابات مرام الحصول على 6 مقاعد اضافية من شأنها ان تحقق نسبة"الثلث زائد واحد"لهذه القوى في البرلمان المقبل ما يمكنها من اسقاط الحكومة في غضون 10 أيام وإعاقة تمرير أي قرار او قانون للكتلة الأكبر. الى ذلك اشترط"الائتلاف العراقي الموحد"و"التحالف الكردستاني"لمشاركة القوى الأخرى في الحكومة، الالتزام بتطبيق الدستور والنظام الفيديرالي للبلاد. وذكر الرئيس جلال طالباني في بيان رويترز ان"الالتزام بتطبيق بنود الدستور والالتزام بمبدأ العراق الفيديرالي الديموقراطي سيكونان من أولوياتنا عند التحالف مع أي قائمة"، فيما أعلن علي الأديب، القيادي في"حزب الدعوة الاسلامية"ان"الائتلاف الموحد يسعى الى تشكيل حكومة قائمة على ثوابت نهجه السياسي وأهمها الالتزام بالدستور، وخاصة في ما يتعلق بالفيديرالية لمنطقتي الجنوب والوسط، واجتثاث البعث"مشيراً الى ان"باب المشاركة مفتوح أمام من يشاركنا هذه الثوابت"، ونوه ب"ايجابية جبهة التوافق التي أبدت رغبتها بالمشاركة في العملية السياسية".