"كل هذه الموسيقى في دبي"... المدينة تنام وتغفو على إيقاعات الجاز والروك وأنغام الأوبرا النمسوية وموسيقى الأخوين رحباني. نجوم الغناء في العالم والمنطقة العربية يتناوبون تباعاً على مسارح"مدينة الإعلام"و"مدينة الجميرا"و الحدائق والفضاءات المكشوفة في الصحارى وتجمعات المدن. محبو الموسيقى وعشاقها، في"هوجة"تبادل المعلومات:"ذاك الفنان آت، تلك الفنانة يتفاوضون معها". اللوائح يتم تناقلها على مواقع أنشئت خصيصاً على الإنترنت، والتوقعات لا حدود لها، فبنظر هؤلاء"دبي مدينة لا يمكنك أن تتوقع فيها أي شيء". التذاكر لا تكاد تطبع حتى تنفد من الأسواق، و"السوق السوداء"أنشط من"سوق المال"في هذه الأيام، حتى أن تذاكر حفلة السيدة فيروز بيعت في تلك السوق بخمسة آلاف درهم، أي ما قيمته 1300 دولار أميركي، ما يعادل عشرة أضعاف سعر التذكرة الأصلي. لوهلة، وسط كل ذلك"الغليان"، ستظن أن المدينة مكان آخر. حيّز للفن والفنانين لا يشبه إلا أمكنة أخرى. لكن سرعان ما تنتبه أن دبي، وخلال السنوات القليلة الماضية، كانت تتحضَّر فعلاً، ومن دون"ضجيج"، لأن تلعب دوراً تطمح اليه بقوة:"قبلة الفن العالمي والعربي في المنطقة"، وعلى مدن أخرى، مثل القاهرة وبيروت وتونس، على سبيل المثال، أن تضع، من اليوم فصاعداً، هذه المدينة، و"أجندتها الفنية"، في الحسبان. فيروز غنت و"رجّت"فضاءات دبي، فكان صوتها ينطلق من موقع"الجامعة الأميركية"، في الوسط الحديث للمدينة، فيتحرك صمت الصحارى شمالاً وتتهيَّب الأبراج جنوباً. جنيفير لوبيز آتية وروبي ويليامز أيضاً في 21 الشهر الجاري . برايان أدامز كان هنا، وكريس دي بيرغ. مهرجان الجاز حضره الآلاف وكذلك روك الصحراء. هذا فضلاً عن العروض المسرحية العالمية، مثل عروض"شيكاغو"الأميركية و"حلم ليلة صيف"الشكسبيرية. لوبيز و20 ألف بطاقة وتحيي النجمة العالمية لوبيز حفلتها الغنائية في"دبي أوتودروم"في 27 نيسان أبريل الجاري. والحفلة هي الأولى التي تقيمها نجمة هوليوود في منطقة الشرق الأوسط، وتؤدي فيها أروع أغانيها من"البوب"و"آر آند بي"والموسيقى اللاتينية. وطرحت في الأسواق 20 ألف بطاقة ليتم بيعها عبر شبكة الإنترنت. جميروكواي المهموم بالأرض ويحيي أعضاء فريق"جميروكواي"أول حفلة للعام 2006، ويلتقون جمهورهم على المساحات الخضراء المفتوحة في مدينة دبي للإعلام مساء الخميس 13 الجاري. ثم يواصلون جولتهم العالمية التي تنقلهم إلى مدن في قارات مختلفة. ويقدم الفريق مجموعة من أغنيات ألبومه السادس"داينمايت", ولا سيما أغنية"سيفين دايز إن سيني جون" و"غيف هايت ا تشانس"و"كوزميك غيرل". ويتميز صوت"جي كي"المغني الرئيس في الفريق، بنبرته المشاكسة التي تعتبر علامة فارقة تمكّن معجبيه من التعرف اليه مباشرة. ومن خلال خمسة ألبومات قدمها الفريق، كان للمغني جي كي الدور الرئيس في حصول الفريق على خمس جوائز"أم تي في"و"غرامي"، بالإضافة إلى" إيل"و"جي كيو"المتعددة المتعلقة بأزياء الفنانين. وعرف جمهور الفريق أغنيته الشهيرة"إيميرجنسي أون بالنست أورث"التي غناها في العام 1993 واحتلت المراتب الأولى ضمن ألبوم أظهر قلق"جي كي"المتصاعد في ما يخص المشكلات المتزايدة التي تواجهها الأرض اليوم، وكانت هذه رسالة استمرت من خلال ألبوماته حتى الآن. أما في عام 1997، فدفع ألبوم"ترافيلينغ وزاوت موفينغ"الفريق نحو العالمية ومنحه جائزة"غرامي"وأربع جوائز"أم تي في"لأغنية"فيرتوال إنسينيتي"، وكان عليه متابعة ذلك النجاح فأصدر ألبومات عكست صورة هذا الفريق وحصدت جوائز عدة. دي بيرغ و"ذات الرداء الأحمر" وكانت الليلة التي أحياها المغني العالمي كريس دي بيرغ في دبي، من الليالي التي لا تنسى. واستقدمت الحفلة مئات الحسناوات اللواتي أتين مرتديات ملابس سهرة حمر مثيرة، توافقًا مع أجواء أغنية بيرغ الشهيرة"ذات الرداء الأحمر". وقدم دي بيرغ ألبومه الغنائي الأخير"الطريق إلى الحرية"إضافة إلى باقة من أغنياته العاطفية والإنسانية التي ذاعت وأحبها عشاق صوته. وكانت تلك الزيارة الأولى الى دبي التي يقوم بها المغني العالمي الذي أحيا أكثر من ثلاثة آلاف حفلة منذ العام 1975، وحقق على مدى مسيرته الغنائية العديد من الإنجازات، تمثلت بحصوله على 200 قرص بلاتيني وذهبي وأكثر من 50 جائزة فنية عالمية، إضافة إلى بيعه أكثر من 45 مليون نسخة من ألبوماته الغنائية. وهو قدم مع اليسا أغنية مشتركة عام 2002 بعنوان:"ليال لبنانية" أدامز وزيارات متكررة و قد درج المغني العالمي برايان آدامز، خلال السنوات الثلاث الماضية، على زيارة دبي بانتظام، وسماها"المدينة المتغيِّرة بسرعة"، فكان يطلق البوماته الجديدة مرات، ويغني على المسارح مرات أخرى. وفي الشهر الماضي، قدم أدامز أغنيات من ألبومه الجديد ومن ضمنها أغنية"ميل سي"التي عرفت فيها فرقة"سبايس غيرلز"وأغنية"وين يور غون"التي رافقته فيها الممثلة باميلا أندرسون. كما غنى عدداً من أغنياته القديمة التي يعرفها جمهوره الكبير حول العالم. 13 عرض لمسرحية"شيكاغو" وبين الرابع والثالث عشر من أيار /مايو المقبل، تحل نكهة"برودواي"في دبي، من طريق 13 عرضاً للمسرحية الغنائية الشهيرة"شيكاغو"، التي حصدت 6 جوائز"توني"منذ عرضها الأول في العام 1996. وهي تستعرض مظاهر الجريمة والفساد في المجتمع في إطار موسيقي مبدع مع لمسة كوميدية راقية. ويعرف الجمهور العربي هذه المسرحية من خلال الفيلم السينمائي المأخوذ عن المسرحية، والذي لعب أدوار البطولة فيه كل من ريتشارد غير، رينيه زيلويغر وكاثرين زيتا جونز وحقق نجاحاً لافتاً في صالات السينما. وفي سياق الجو المسرحي، حققت عروضات مسرحية"حلم ليلة صيف"للكاتب الإنكليزي الاشهر وليام شكسبير، نجاحات كبيرة، وقدمها في دبي أعضاء فرقة المسرح البريطاني الجوال. وتفاعل جمهور الإمارات كثيراً مع أحداث المسرحية التيتدور أحداث المسرحية في مدينة أثينا وتتمحور حول رجال ونساء يشكون من زواج فاشل، وتتخللها المفارقات والقصص المضحكة والساخرة. من جهة أخرى، استضافت دبي، قبل أيام، حفلة أوبرالية أحياها 60 ثنائياً راقصاً من أوبرا دبي بمشاركة 40 راقصاً مبتدئاً من النمسا نقلوا خصيصاً إلى دبي، ضمن برنامج لتبادل النشاطات. وكان عشرة من راقصي وراقصات الباليه الدبياني شاركوا في احتفالات النمسا في العيد السنوي الخمسين لحفل أوبرا فيينا الذي أقيم أخيراً في العاصمة النمسوية فيينا. على صعيد آخر، نشطت إمارتا أبو ظبي والشارقة بتنظيم الكثير من الفعاليات الموسيقية والفنية. وسيقام مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في مدينة العين، بينما انضمت قناة القصباء في الشارقة إلى لائحة المراكز الفنية والثقافية في الدولة، إذ احتضنت منذ تأسيسها أسابيع سينمائية وحفلات إنشادية وموسيقية ولا سيّما أمسية المنشد سامي يوسف، والحفلة الموسيقية التي أحياها المؤلف وعازف العود العراقي نصير شمّة وعازف الغيتار الأسباني كارلوس، وقدما خلالها حواراً موسيقياً بديعاً بين تراث الشرق الطربي وأنغام الفلامنكو الأسبانية الراقصة.