عاود معلقون إسرائيليون بارزون في الشؤون العسكرية التشكيك في قدرات وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية على إدارة شؤون المؤسسة العسكرية وفرض هيبته على جنرالاتها، على خلفية افتقاره الى الخبرة وحقيقة أنه لم يتدرج في مناصب عسكرية رفيعة، كما معظم من شغل هذا المنصب. واشار أحد المعلقين الى أنه للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية سيقودها ثلاثي يكاد لا يفقه شيئاً في المسائل الأمنية التي يوليها الإسرائيليون أهمية قصوى، في اشارة الى عمير بيرتس ورئيس الحكومة ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ما ينذر باتساع نفوذ أركان المؤسسة العسكرية، وفي مقدمهم قائد الجيش الجنرال دان حالوتس. وكتب المعلق في"هآرتس"زئيف شيف أنه بينما كانت لوزراء دفاع سابقين من غير الجنرالات خبرة في المسائل السياسية والاستراتيجية، فإن بيرتس يفتقر إليها و"لا أحد يعرف اليوم ماذا ستكون مساهمته في الحوار الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة أو في الاستراتيجية النووية والاسلحة غير التقليدية أو في العلاقات العسكرية المعقدة مع الهند والصين وحلف ناتو أو في المفاوضات مع الرباعية الدولية". وانتقد شيف عدم تعيين نائب لبيرتس ملم بما يدور داخل المؤسسة الأمنية يحول دون احاطة انتهازيين لبيرتس فيعدو تحت إمرتهم فيفشلونه"وفي هذا خطر على إسرائيل". وأضاف انه في غياب نائب كهذا لبيرتس، فإن قائد الجيش سيكون عملياً أهم من وزير الدفاع"وإسرائيل ليست بحاجة الى قائد جيش قوي أكثر من اللزوم ووزير دفاع ينجرّ وراءه". ويتفق المعلق العسكري في"يديعوت أحرونوت"اليكس فيشمان مع شيف في ملاحظاته وانتقاداته، ويضيف أن ثمة شعوراً لدى مسؤولين عسكريين كبار بأن اسناد حقيبة الأمن لبيرتس قليل الخبرة مسّ بهيبة منصب وزير الدفاع الذي يعتبر ثاني أرفع منصب في الحكومة. وأشار المعلق الى ان بيرتس، وقبل ان يجلس على كرسي وزير الدفاع يتعرض الى حملة نزع شرعية"في عقر داره"وأنه سيكون عاجزاً عن أداء مهماته في غياب نائب له. وتابع فيشمان انه لن يكون بد أمام بيرتس وأولمرت وليفني سوى اقامة هيئات أمنية - سياسية مهنية ذات صلاحيات واسعة تعمل الى جانبهم أو ان يمنح أولمرت صلاحيات واسعة لمجلس الأمن القومي يشرف عليه وزير ذو ماض عسكري. وأضاف المعلق انه يتحتم على بيرتس صوغ مواقف واضحة من قضايا حساسة هي في صلب الحوار الاستراتيجي مع واشنطن مثل المشروع النووي الايراني وموقفه من شن هجوم على المنشآت الايرانية من عدمه، فضلاً عن موقفه من"خطة الانطواء"لرئيس الحكومة ايهود أولمرت. كما سيتطلب من بيرتس عرض موقف من المفاوضات مع الفلسطينيين وغيرها الكثير من المسائل المشتركة التي تهم واشنطن وتل ابيب"وهذه الأمور لا يمكن تعلمها خلال نصف ساعة". ولفتت المعلقة سيما كدمون الى انه خلافاً للانسحاب الاحادي"السلس"من مستوطنات قطاع غزة"الذي تحقق بفضل اشراف شخصية عسكرية مرموقة مثل وزير الدفاع شاؤول موفاز وبدعم من الجنرال ارييل شارون، فإنه في غياب جنرالات عن قبة الحكم في اسرائيل لن يكون سهلاً تنفيذ انسحاب مماثل من الضفة الغربية". الى ذلك، أعربت غالبية الاسرائيليين 76 في المئة عن اعتقادها بأن تعيين بيرتس وزيراً للدفاع ليس"خطوة صحيحة"، فيما أيده 21 في المئة. وقال 56 في المئة من الاسرائيليين في استطلاع"يديعوت أحرونوت"إنهم قلقون من هذا التعيين في مقابل 44 في المئة قالوا إنهم ليسوا قلقين. وقال 55 في المئة إنهم غير راضين عن تشكيلة الحكومة مقابل 39 في المئة أعربوا عن رضاهم. وأعرب 51 في المئة عن عدم رضاهم عن أداء أولمرت في عملية تشكيل الحكومة الجديدة 37 في المئة راضون، وارتفعت نسبة غير الراضين عن بيرتس الى 63 في المئة، ورأى 69 في المئة أن"مصلحة الدولة"لم تكن الاعتبار الحاسم في المفاوضات الائتلافية، وقال 76 في المئة إنه"ليس مناسباً"أن يكون عدد الوزراء في الحكومة الجديدة ضخماً 27.