وقّعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها البلغاري ايفايلو كالفين في صوفيا أمس، اتفاقاً يسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعد عسكرية بلغارية لمدة عشر سنوات، في اطار اعادة انتشار القوات الأميركية. ويركز الاتفاق على كل من: ميدان التدريب"نوفوسيلو"بالقرب من مدينة سيلفن شرق والقاعدتين الجويتين"بيزمير"القريبة من مدينة يامبول جنوب شرق وپ"غراف انياتييفو"المجاورة لمدينة بلوفديف شرق العاصمة صوفيا، اضافة الى انشاء مستودع للمعدّات بالقرب من مدينة ايتوس شرق، ويتوقع وصول طلائع القوات الأميركية اليها نهاية السنة الحالية. ونقل تلفزيون صوفيا عن الوزير البلغاري كالفين، ان"المنشآت العسكرية المشتركة مع الولاياتالمتحدة، ستساهم في تعزيز الأمن في بلغاريا والمنطقة". وأشار الى ان الاتفاق"يضمن عدم وجود أسلحة نووية على الأراضي البلغارية". وأوضح كالفين، ان الجنود في القواعد الأميركية"سيخضعون للقانون الأميركي، باستثناء من يرتكب منهم جرائم خطيرة ذات الاهتمام الكبير، التي سيُفصل في شأنها القضاء البلغاري". وأعربت رايس عن سرورها لتوقيع الاتفاق"الذي سأتي في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، وزيادة قابليتهما للعمل معاً في مواجهة التحديات الكبيرة بسبب الارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل". ويأتي توقيع الاتفاق، في وقت تشارك رايس في الاجتماع الوزاري للدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في صوفيا لمدة يومين. اجتماعات الحلف وأفادت وسائل الاعلام البلغارية ان اجتماعات الحلف الأطلسي، شهدت اعتراضات مع الدول الأوروبية على خطة الولاياتالمتحدة بتوسيع تأثير الحلف الى آسيا وأوستراليا ونيوزيلندا. كما ناقش وزراء دول الحلف اتهامات موسكو للحلف بمحاصرة الأراضي الروسية من خلال استقطاب أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من دول الاتحاد السوفياتي السابق، كما بحث مهمات الحلف في أفغانستان وما يمكن ان يقدمه من مساعدات لإنهاء أزمة اقليم دارفور السوداني. تظاهرات في اليونان وبلغاريا ووصلت رايس الى صوفيا، بعد جولة شملت اليونان والعراق وتركيا، واستقبلت في اليونان بتظاهرات وانفجارات معادية للولايات المتحدة، كما شهدت صوفيا تظاهرة نظمها القوميون البلغار ضد حلف شمال الاطلسي والاتفاق العسكري البلغاري - الأميركي، وألقى زعيم حزب"اتاكا"القومي البلغاري المتشدد فولين سيدروف كلمة في التظاهرة، وصف فيها بلاده، بأنها"اصبحت محتلة بسبب الخونة الذين فعلوا كل ما في مقدورهم لإرضاء الولاياتالمتحدة". وكانت رايس وقّعت في كانون الاول ديسمبر الماضي اتفاقاً مماثلاً لاستخدام أربع قواعد في أراضي رومانيا التي يفصلها عن بلغاريا نهر الدانوب. ويذكر ان رومانياوبلغاريا كانتا من اعضاء حلف وارسو الذي كان ضم حلفاء الاتحاد السوفياتي في المعسكر الاشتراكي، وانضمتا السنة الماضية الى"الاطلسي". ويرى المراقبون ان اختيار مواقع القواعد الاميركية في رومانياوبلغاريا في مناطق قريبة من الاراضي التركية، يأتي في اطار خطة الولاياتالمتحدة لجعل قواعدها أقل عدداً من ناحية جنودها وأسرع قابلية على التحرك، وإعادة انتشار ما بين 60 و70 ألف عسكري أميركي خلال السنوات العشر المقبلة في أوروبا الشرقية وآسيا ضمن قواعد متتابعة، من البوسنة قاعدة توزلا الى كوسوفو معسكر بوند ستيل، ثم بلغارياورومانيا وتركيا وصولاً الى الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.