عززت الولاياتالمتحدة واسرائيل وجودهما الاستخباراتي والأمني في عواصم البلقان، من خلال التعاون مع عواصمهما في المجالات العسكرية والاقتصادية، فيما أبدت الحكومة البلغارية تعاوناً كاملاً مع الوجود الاميركي في المنطقة. وأكد نائب وزير الدفاع البلغاري فليزار شالامانوف من الاقلية اليهودية المعلومات حول وجود مفاوضات مع واشنطن في شأن نشر اسلحة نووية في قاعدة اميركية في بلغاريا، "ستنتهي بتوقيع اتفاق ثنائي يقوم على اسس تتفق مع دستور الدولة البلغارية". وأوضح انه عندما يحين وقت البت في هذه القضية فان الحكومة "ستعرض الاتفاق على البرلمان اسوة بما فعلت عندما منحت الحلف الاطلسي حق استخدام المجال الجوي للبلاد في الحرب ضد يوغوسلافيا". وأشار الى انه في حال رفض البرلمان التصديق على الاتفاق المقترح "فان الحكومة ستتخلى عنه". وكشف نائب وزير الدفاع البلغاري النقاب عن اهتمام الحكومة البلغارية بالتعاون الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي "وتم تشكيل لجنة خبراء في وزارة الدفاع لاعداد مسودة اتفاق يناسب الوضع في بلاده، لجهة نوعية القوات العسكرية الغربية التي يمكن ان توجد في بلغاريا ووسائل تبادل المعلومات العسكرية والاستخبارية وطبيعة الدعم اللوجستي الذي يتم تقديمه للقوات الاطلسية في البلاد". وحسب شالامانوف الذي ينتمي الى الاتحاد الديموقراطي الحاكم فان بلغاريا "تفضل ان يكون الاتفاق مرناً ليسمح باتخاذ القرارات المناسبة لكل حال او طلب". وكان موضوع انشاء قاعدة عسكرية اميركية في بلغاريا، اخذ حيزاً كبيراً من زيارة الرئيس بيل كلينتون الى صوفيا الشهر الماضي ومحادثاته مع نظيره البلغاري بيتار ستويانوف. وذكرت معلومات اعلامية "انهما اتفقا على الأمور العامة في شأنها على ان تبحث التفاصيل من قبل خبراء الطرفين". وأشارت هذه المعلومات الى ان الولاياتالمتحدة تفضل ان تكون القاعدة في مثلث فارنا - دوبريتش - كالياكرا التي تتميز بسهل مرتفع يصلح لنصب وعمل اجهزة ستلايت تغطي مجالاتها مساحات واسعة من الأراضي التي تجعلها تحت المراقبة المطلوبة، اضافة الى توفر منشآت مهمة في مدينة فارنا على البحر الأسود، ووجود قاعدتين جويتين في منطقتي بالتشيك ودوبريتش شمال شرقي بلغاريا. ومعلوم ان الولاياتالمتحدة اتجهت لاقامة قواعد خاصة بها في البلقان، بدأتها في منشآت قرب مدينة توزلا شمال شرقي البوسنة كان لها اهمية دعم اثناء غارات الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا، ثم شرعت في انشاء قاعدة "بوندستيل" في ضواحي مدينة اوروشيفاتس جنوب كوسوفو. وكانت وزارة الدفاع البلغارية عقدت صفقة تقنيات عسكرية لقواتها البرية مع الشركة الاميركية "ماركوني ايروسبيس سيستمس" بمبلغ مليون و300 الف دولار وفضلتها على شركات اوروبية "كي تكون متجانسة مع ما هو معمول به في المجالات العسكرية الاميركية". ومنحت الولاياتالمتحدة مساعدة بمبلغ 8 ملايين دولار الى بلغاريا لانفاقها على تشييد مركز مراقبة للسيادة الجوية اضافة الى 25 مليون دولار كان قدمها الرئيس كلينتون اثناء وجوده في صوفيا "تقديراً لدور بلغاريا الايجابي في دعم عمليات الحلف الاطلسي في المنطقة". وينظم جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلي موساد في كانون الثاني يناير المقبل دورة امنية في صوفيا يشارك فيها 40 من رجال الأمن والشرطة البلغار. وذكرت مصادر وزارة الداخلية البلغارية ان الموساد "تبرع الى بلغاريا بعدد من الاجهزة الخاصة بالكشف عن الكذب اضافة الى نفقات الدورة، وذلك في اطار اتفاق التعاون الأمني وتبادل الخبرات والمعلومات بين وزارتي الداخلية البلغارية والاسرائيلية". ومن جهة اخرى، وقعت عشر دول بلقانية وشرق أوروبية هي: بلغاريا ومولدافيا وهنغاريا وكرواتيا والبوسنة وتركيا واليونان ومقدونيا والبانيا ورومانيا، اتفاقات لاقامة مركز استخبارات اقليمي في العاصمة الرومانية بوخارست، تشارك فيه هذه الدول تحت اشراف الولاياتالمتحدة، وذلك في اطار "مبادرة التعاون في منطقة جنوب شرقي أوروبا". وتم التوقيع في اجتماعات عقدها ممثلو الدول العشر في بوخارست وحضرها المستشار الخاص للرئيس الاميركي المسؤول عن تنسيق التعاون في جنوب شرقي اوروبا ريتشارد شيفتر. وحسب مصادر الاجتماع، فان مهمات المركز تتمحور حول "تبادل المعلومات الامنية والجمركية التي تساعد على كشف عصابات المافيا والجريمة المنظمة ومكافحتها على المستويين المحلي والعالمي من خلال التعاون مع الجهات الدولية المختصة".