جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رفض بلاده الانصياع إلى طلب مجلس الأمن تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم، وذلك قبل أيام من جلسة مقررة لمجلس آلام للبحث في الملف النووي الإيراني، مستبعداً العقوبات على بلاده. واغلق نجاد باب التفاوض مع الاميركيين، فيما حذر وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار الولاياتالمتحدة من"هزيمة مخزية"في حال هاجمت طهران، مذكراً بتجربة صحراء طبس. في هذا الوقت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أن البرنامج الإيراني"أشد خطر يواجه اليهود منذ المحرقة النازية". تزامن ذلك مع تقرير إسرائيلي حذر من أن عدداً من دول الشرق الأوسط الإسلامية قد تحذو حذو إيران وتسعى إلى امتلاك سلاح نووي. راجع ص 8 وهدد أحمدي نجاد في المؤتمر الصحافي الثاني له منذ توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية، بأن"تعيد ايران النظر في التزامها قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، في حال حاولت الدول الغربية"حرمانها من حقوقها القانونية". وهاجم نجاد مجلس الأمن والوكالة الدولية والدول الغربية، معتبراً ان"من غير المحتمل"أن يعمد المجلس إلى فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. ورأى أن على الغربيين"عدم الاعتقاد بقدرتهم على تكريس قرار خاطئ في حق إيران بمساعدة مجلس الأمن"، داعياً إلى إعادة الملف إلى الوكالة الدولية التي عليها"استعادة اعتبارها الدولي والا تكون دمية في أيدي الآخرين، وعندها ستكون إيران على استعداد للجلوس والحوار". وأشار الى ان:"كل ما استطاعت إعلانه"الوكالة"أنها غير متأكدة"من أن إيران تواصل العمل على برنامج نووي لأهداف عسكرية"، مضيفاً:"آن الاوان لتستعيد الوكالة سمعتها"بعدما"لم تقدم شيئاً غير المضايقات". وعن إمكان إجراء مفاوضات مع واشنطن في شأن العراق، قال:"نعتقد بأنه مع تشكيل حكومة مستقرة في العراق إن شاء الله، لن تعود هناك حاجة"لمثل هذه المفاوضات، فيما اعتبر"النظام الاسرائيلي الغاصب غير قابل للحياة". ونعى الرئيس الإيراني الاقتراح الروسي بنقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى الأراضي الروسية، مشدداً على أن"الروس يمتلكون تكنولوجيا التخصيب ونحن نمتلكها، ومستعدون للتعاون في هذا الإطار"، مضيفاً أن إيران"ترفض مبدأ تعليق التخصيب"على المدى البعيد. في الوقت ذاته، حذر وزير الدفاع الإيرانيالولاياتالمتحدة من"هزيمة مخزية"في حال هاجمت طهران، وقال:"إذا اعتمدت الولاياتالمتحدة الخيار العسكري ستكون في انتظارها هزيمة مخزية أسوأ من فشلها في صحراء طبس"، في إشارة إلى فشل عملية إنقاذ الرهائن الأميركيين الذين احتجزوا عام 1979 في السفارة الأميركية في طهران بعد الثورة. وفي موسكو، أعلن مصدر في الكرملين إن روسيا"تعارض قطعياً"اكتساب إيران المعرفة التي تتيح لها تطوير أسلحة نووية، وأشار إلى أن"كيفية تحقيق ذلك تكتيكياً مسألة أخرى". وأكد ان روسيا"تختلف مع الولاياتالمتحدة"، موضحاً ان حل الأزمة بالقوة"غير مقبول". الى ذلك أ ف ب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أن البرنامج النووي الإيراني أشد خطر يواجه اليهود منذ المحرقة النازية وأدولف هتلر، ودعا إلى"ممارسة الضغوط على الإيرانيين لضمان ان يدركوا ان المسار الذي يتخذونه بلا عودة". في الوقت ذاته أفاد تقرير إسرائيلي مصنف"سرياً جداً"نشرت صحيفة"هآرتس"خطوطه العريضة أمس، أن عدداً من دول الشرق الأوسط الإسلامية قد تحذو حذو إيران وتسعى إلى امتلاك السلاح النووي. والتقرير الواقع في 250 صفحة أعدته لجنة شكلها رئيس الوزراء السابق آرييل شارون، وهو مخصص للتحديات الاستراتيجية التي ستواجهها إسرائيل خلال العقد المقبل. وجاء في التقرير الذي عرض على مسؤولي الأمن الرئيسيين أن إيران قد تبدل الوضع برمته في الشرق الأوسط، مؤكداً أنها تشكل"خطراً على وجود"الدولة العبرية التي أوصاها ب"إبقاء الالتباس مخيماً"في شأن احتمال حيازتها أسلحة ذرية. كما أوصى الجيش الإسرائيلي بالاعتماد على أسلحته عن بعد واستخباراته بدل تحركات القوات، لا سيما لمواجهة أخطار هجمات بأسلحة غير تقليدية وأخطار"إرهابية". ودعا الى تعزيز الاستقرار في الأردن"لأهميته الاستراتيجية". أما صحيفة"جيروزاليم بوست"فأفادت أن بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز"حيتس"سهم وضعت في حال إنذار متقدم"لمواجهة أي تطور على الجبهة الإيرانية".