أجمل اطلالة أتحفت بها نانسي عجرم جمهورها التلفزيوني تلك التي تظهر فيها صورةً بلا صوت. انها إطلالة اعلانية ثبتها أكثر من شاشة صغيرة تبدو فيها نانسي جميلة، بل وساحرة، مع أنها لا تلفظ أي كلمة أو تطلق أيّ"آه"من حنجرتها. ونجحت فعلاً الشركة المعلنة في اعتماد هذه الاطلالة لإحدى"النجمات"اللامعات في الساحة الفنية الراهنة. فالاطلالة الصامتة استبدلت الصوت بالجمال الخارجي فحلّ محله الفستان الذي يتطاير بتهذيب في مهبّ هواء اصطناعي... ولكن ليس الفستان وحده الذي"يحكي"بل وجه نانسي وعيناها وقامتها وحركاتها الصارخة... إنّها نانسي نفسها وربما أجمل من اطلالاتها الأخرى. هنا لا صوت ولا لحن عادياً إن لم يكن دون العادي، ولا كلمات باهتة ومكرّرة... هنا الوجه الجميل يغني على وقع حركة الفستان واليدين والقامة الممشوقة... والجمهور الذي اعتاد أن يصغي الى نانسي ها هو ينظر اليها وربما يحدّق فيها بعيون مفتوحة جداً"منطرباً"لإطلالتها... قد لا يكون صوت نانسي عجرم سيئاً ومنشّزاً ومنفراً مثل أصوات الكثير من الجميلات اللواتي يواظبن على"الغناء"وعلى اغراء الجمهور بمفاتنهنّ. وقد لا تستحقّ نانسي أن يقال لها:"كوني جميلة واصمتي". لكن هذه الاطلالة الخالية من الصوت قد تليق بمطربات كثيرات يعتدين على"المهنة"بأصوات ضعيفة وقبيحة ترافقها ألحان وكلمات أشدّ قبحاً وركاكة. ليت هيفا وهبي مثلاً ترتاح من عبء الغناء الذي بات يرهقها في الآونة الأخيرة، فتطل بجمالها الفتّان بلا صوت، هو أصلاً صوت خافت وضعيف. أما كانت هيفاء لتبهر جمهورها أكثر لو أطلّت صورةً بلا صوت؟ هذا الأمر ينطبق أيضاً على"مطربات"هن أقل مستوى من هيفا وأقل موهبة منها في الاغراء والاستعراض والغنج والتدلّل! ولا حاجة الى ذكر أسماء، فصور هؤلاء الفتيات أو السيدات تملأ الشاشات الصغيرة والمجلات الفنية واللوحات الاعلانية... لو ترتاح"نجمات"المرحلة الراهنة من"الغناء"وپ"الطرب"ويتحوّلن"نجمات"استعراض فترتاح حناجرهن أولاً وآذان الجمهور ثانياً ويحلّ الهدوء على الساحة الفنية التي أصبحت مثل برج بابل حيث تختلط الأصوات بعضها ببعض ولا يبقى منها سوى"الزعيق"وپ"النقيق"والنشاز والجعجعة... لو ترجع هؤلاء"النجمات"الى المهنة اللواتي أخطأن الطريق اليها وهي مهنة الاستعراض! فالجمال وحده لا يصنع مطربة ولا الاغراء كذلك ولا الجرأة ولا الوقاحة. هؤلاء"النجمات"أخطأن حتماً في اختيار الفنّ الذي ينجحن فيه فأتين الى الغناء خطأ، بل ربما قصداً، بحثاً عن الربح السريع والشهرة السريعة والنجومية الأسرع. ليتنا"نفتح"التلفزيون يوماً ما ونرى هؤلاء"النجمات"في استعراض جمالي،"يتمخطرن"فيه بأزيائهن وقاماتهن ووجوههنّ الجميلة ولكن بلا صوت ولا لحن ولا كلام.