نجلاء أو مروى قد يكون اسمها، وقد تحمل اسماً آخر يصعب حفظه، المهم أنها حتماً واحدة من المغنيات الجدد اللواتي تزخر بهن شاشات المحطات المتخصصة في بث الأغاني المصورة. كل يوم تطل علينا مغنية جديدة، وإذا استثنينا بعض الموهوبات حقاً - لأن التعميم في جميع الأحوال خطأ قاتل - تكاد هؤلاء المغنيات يتشابهن في عدد كبير من الأمور، يجعل التفريق بينهن صعب، والأصعب أن يتمكن المشاهد من "حفظ" أي واحدة منهن. كلهن جميلات طبعاً، شفاه ممتلئة، وأجسام جميلة ومياسة، وثياب يقل فيها القماش، وشعر يلوح في استوديو التصوير وآهات تكاد تكون هي لحن الأغنية، ونظرات "ذابحة" تطلقها المغنية في كل حدب وصوب، وقدرة خاصة على نوع معين من الرقص يمكن وصفه بالتمايل لإغواء أي رجل صمد أمام الشاشة دقائق هي زمن الكليب الذي تسيطر عليه الألوان الفاقعة والراقصات اللواتي يكررن الحركات نفسها... لمزيد من الإثارة. الغناء هنا مجرّد مبرر هؤلاء المغنيات الجدد ماذا يغنين؟ سؤال تصعب الإجابة عنه بسبب كثرة عددهن، ولتشابه أغانيهن. وهناك سبب أهمّ، هو أن حركاتهن تشد العين فتمنع الأذن من الإستماع والتذوّق، وأن أصواتهن لا تنجح في جذب الحواس بحيث تنأى عن مفاتن أخرى، وتغرف متعتها من "الطرب" والطرب وحده! لكن المغنيات الجدد أدركن أنه زمن الصورة، وأن الحركة والغواية أهم من الغناء. الغناء هنا، مجرّد مبرر، وسيلة لإطلالة عبر الشاشة والإمساك بسلاح الإغواء لإشهاره في وجه رجال يدعون علناً التمسك بالقيم المحافظة. هو أسبوع أو أكثر بقليل تضج خلاله الألسن بالحديث عنهن، نحفظ أسماء قليلات جداً، فنجلا مثلاً هي "نجمة" هذه الفترة. بعضهم يردد بالبلاهة نفسها ما تقوله "أنا حطلب إيدك بكره... جاوب من غير تفكير". لكنها أيام قليلة فقط ويختفين عن الشاشة لتطل خليفاتهن... شبيهاتهن. صورة جديدة للمرأة؟ لماذا هذه الظاهرة؟ أو لماذا هذا اللجوء المتزايد ل"الإغراء" في الأغاني المصورة العربية، وكأنها الوسيلة الوحيدة للظهور. قد تكون الإجابة في قراءة سر نجاح أليسا ونانسي عجرم وهيفا وهبي وروبي. وبداية يمكن تسجيل الكثير من الملاحظات على إنتاج نجمات هذه الفترة الغنائي والتأكيد على تفاوت المستويات بينهن إذ لا يمكن بأي شكل اعتبار هيفا مغنية فيما أليسا ونانسي تتمتعان بقدر من الإمكانات الصوتية. لكن هؤلاء النجمات قدمن صورة جديدة للمرأة، مغرية، ومغناجة، وجميلة. وجمالها ما عدا هيفا ليس استثنائياً بل يرتكز الى ما أضافته لمسات أطباء التجميل ثم المزينين. ويتمتعن أيضاً بموهبة جذب الجمهور، والمغنيات الجدد- وبعضهن شهيرات كميسم نحاس- لا ينجحن اذ اعتقدن أن تقليد أليسا أو إعتماد الإغراء فقط طريقاً للنجاح، ربما لهذا السبب تمر كل واحدة منهن مرور الكرام، ننساها بسرعة، نمل من رؤيتها تتمايل وكأنها تستجدي نظرة أو التفاتة، فللدلال سيداته اللواتي يجدنه ولا يمكن لأي كانت أن تمتهنه سبيلاً للغناء.