أدلى الناخبون في تايلاند بأصواتهم أمس، في الدورة الثانية للانتخابات والتي شابتها هجمات دموية في جنوب البلاد المضطرب واحتجاجات ضد الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا، ما أدى إلى اعتقالات. وقال مسؤول بارز في الانتخابات إن الدورة الثانية التي تجرى في 40 مركز اقتراع معظمها في معاقل للحزب الديموقراطي الذي دفع حزبين معارضين آخرين إلى مقاطعة الانتخابات العامة التي بدأت في الثاني من الشهر الجاري، قد تخلف عشرة مقاعد فارغة في البرلمان. وقد يؤدي ذلك إلى دورة ثالثة مطلع الأسبوع المقبل، مما يعني أن الأزمة الدستورية التي أجبرت تاكسين على التخلي عن سلطات تسيير العمل اليومي، ما زالت بعيدة من نهايتها. في الوقت ذاته خيم الخوف والعنف على جنوب البلاد حيث يتحدث السكان لغة المالاي وتنشط حركة انفصالية منذ عامين أسفرت هجماتها عن اكثر من 1100 قتيل، على رغم إعلان الحكومة التي يهيمن عليها البوذيون في بانكوك تغلبها على الانفصاليين. وتصاعدت أعمال العنف على رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت على أقاليم ناراتيوات ويالا وباتاني حيث يقطن معظم مسلمي تايلاند البالغ عددهم ستة ملايين. وقبل بدء الاقتراع، قتل مسلحون مجهولون رجلاً وأصابوا امرأة قرب مركز اقتراع في ناراتيوات، وذلك غداة تفجير متشددين مشتبه بهم استراحة في محطة باصات في يالا واشتباكهم مع قوات الأمن، ما أسفر عن إصابة شرطي بجروح خطرة في الرأس. وكان خمسة أشخاص قتلوا الأسبوع الماضي وأصيب 30 آخرون بجروح في المنطقة خلال انتخابات لمجلس الشيوخ. ومن بين القتلى ثلاثة مسؤولين سقطوا حين فجرت الشاحنة التي كانوا يستقلونها والمحملة بصناديق الاقتراع. وشددت الحكومة الإجراءات الأمنية بعد ورود تقارير إستخباراتية عن احتمال شن مزيد من الهجمات. وسير رجال الشرطة والجيش المسلحون بالبنادق دوريات في المنطقة المنتجة للمطاط في شاحنات ومدرعات وعلى دراجات نارية. وينافس حزب"التايلانديون المتحابون"بزعامة رئيس الوزراء منفرداً، على قرابة نصف عدد المقاعد الأربعين المعرضة للخطر ويجب حصول المرشح على 20 في المئة من أصوات الناخبين للفوز في المنطقة التي لا تتمتع فيها الحكومة بشعبية. ولا يستطيع البرلمان الاجتماع ولا يمكن انتخاب رئيس وزراء جديد ليحل محل تاكسين ولا يمكن تشكيل حكومة جديدة ما لم تمتلئ مقاعد البرلمان عن آخرها. وسلم تاكسين سلطات تسيير العمل اليومي إلى نائب رئيس الوزراء تشيدتشاي فاناساتيديا، وقال انه لن يسعى إلى الحصول على منصب رئيس الوزراء مرة أخرى. وكان إقبال الناخبين منخفضاً للغاية في مراكز اقتراع كثيرة أمس. وألقت الشرطة القبض على خمس سيدات ورجل في مدينة سونجكلا الجنوبية لتمزيقهم بطاقات الاقتراع احتجاجاً على الانتخابات التي تقاطعها ثلاثة أحزاب معارضة. ويواجه المقاطعون السجن لمدة عام أو غرامة مالية.