رأى خبراء استراتيجيون من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، أن المعارضة الواسعة للرئيس الأميركي جورج بوش ستؤثر في توجه الناخبين في الانتخابات النصفية المقبلة للكونغرس، ما قد يرجح كفة الحزب الديموقراطي على حساب الجمهوريين. وعكست استطلاعات الرأي في الشهور الأخيرة استياء الناخبين الأميركيين من أداء الرئيس. وأقر كثير من السياسيين السابقين من أعضاء الحزب الجمهوري بأن السباق على مقاعد الكونغرس المقرر الخريف المقبل سيكون صعباً. وفي استطلاع للرأي أجرته أخيراً صحيفة"واشنطن بوست"ومحطة"إي بي سي"التلفزيونية، عارضت 47 في المئة من المستطلعة آراؤهم أداء بوش، في مقابل 20 في المئة أيدوه. رامسفيلد تزامن ذلك مع استمرار الضجة المثارة حول وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وبعد مطالبة جنرالات متقاعدين له بالتنحي، برز فريق يدافع عنه، تقدمه الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز الذي نفى أن يكون رامسفيلد"أرهب"عناصر في القيادة خلال التخطيط لحرب العراق. كما نفى أن يكون الضباط العسكريون اعترضوا على سياسة وزير الدفاع والرئيس الأميركي. وقال:"قدمنا إليه أفضل النصح العسكرية، وأظن أن هذا ما كان علينا فعله". وطالب المسؤولين العسكريين، حتى المتقاعدين منهم، ب"الاحتفاظ بانتقاداتهم لأنفسهم". وقال مايرز إن الدعوات التي وجهها العديد من الجنرالات المتقاعدين لاستقالة وزير الدفاع الأميركي،"غير لائقة لأن الجيش ليس الجهة التي تحكم على رؤسائنا المدنيين". وزاد:"هناك معايير تلتزم بها عندما تكون في الخدمة ويجب أن تواصل الالتزام بها عند تقاعدك". وكانت وزارة الدفاع نشرت بياناً دافعت فيه عن رامسفيلد واعتبرت الأصوات المنادية برحيله لا تمثل آلاف الجنرالات في الجيش الأميركي. كذلك أكد الجنرالات المتقاعدون جون كروسبي وتوماس ماكانيرني وبيرتون مور وبول فالي أن رامسفيلد هو"بلا شك أحد اكثر وزراء الدفاع كفاءة في تاريخ البلاد". وفي مقال نشرته صحيفة"وول ستريت جورنال"، قال الجنرالات الأربعة إن رامسفيلد سيبقى في منصبه على رأس وزارة الدفاع طالما احتفظ بثقة الرئيس بوش. وأضافوا:"هذه هي الطريقة التي تجرى بها الأمور في الولاياتالمتحدة، لذلك لنهدأ ونواصل العمل على كسب الحرب العالمية ضد التطرف الإسلامي". معارضون غير أن السناتور الأميركي كريستوفر دود قال إن القليل من الجنرالات الذين تجرأوا على الإفصاح عن آرائهم يمثلون شريحة صغيرة من أعداد كبيرة من المستائين من وزير الدفاع. وقال السناتور الديموقراطي:"هؤلاء الجنرالات لا يتحدثون عن انفسهم فقط واعتقد انهم يتحدثون نيابة عن العديد من كبار قادة الجيش الحاليين"، مضيفاً:"ليس من عادة الجنرالات حتى المتقاعدين أن ينتقدوا القيادات المدنية وما يحدث أمر مهم جداً جداً". وقال إن"الوزير رامسفيلد مع كل احترامي، رجل عفا عليه الزمن". إلا أن برلمانيين جمهوريين دافعوا عن اختيار الرئيس الجمهوري لرامسفيلد. ووصف السناتور ميتش ماكونيل رامسفيلد بأنه"وزير دفاع رائع وأحد افضل وزراء الدفاع في التاريخ الأميركي". وأشاد هنري كيسنجر وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون بوزير الدفاع معتبراً انه"موظف متميز قام بعمل رائع كوزير للدفاع". لكن السناتور الديموقراطية دايان فاينشتاين قالت إن رامسفيلد لم يعد مرغوباً فيه وزيراً للدفاع. وقالت:"اعتقد انه من مصلحة الرئيس والشعب تعيين فريق جديد".