وجّه الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله رسائل في اتجاهات عدة في كلمته التي ألقاها ليل اول من امس في ذكرى المولد النبوي الشريف، سواء الى قوى 14 آذار التي هو على خلاف معها، او الى بعض القوى الحليفة له. وفي حين كان لخطابه ردود فعل، فإن الاوساط السياسية سجلت هذه الرسائل كالآتي: - استباق زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى واشنطن برفضه أي ضمانات أميركية أو دولية مقابل الاستغناء عن سلاح المقاومة من دون الاتفاق في مؤتمر الحوار الوطني على استراتيجية دفاعية. - تشديده أمام جمهوره والجمهور الآخر على مقاومة أي فتنة سنّية - شيعية سواء في ما أعلنه او في رمزية الاحتفال الذي تحدث فيه، وحضره عدد كبير من رجال الدين السنّة. وفي سياق حديثه عن توقيف المجموعة المتشددة السنية الاصولية في بيروت والتي فكر اعضاء فيها بالتحضير لاغتياله، أكد نصر الله انه اذا نفذت هذه المجموعة مخططها فلا يتحمل المسؤولية السنّة في لبنان فهذا ظلم وتنكر للمنطق القرآني. ويواصل نصر الله بذلك نهج تحركه المتواصل مع زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري للحؤول دون أي احتقان سنّي - شيعي نتيجة تباين المواقف من القضايا السياسية المطروحة على طاولة الحوار، خصوصاً رئاسة الجمهورية والعلاقة مع سورية. - طرح نصر الله لمعادلة بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في السلطة والتعايش معه، مقابل بقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حين دعا الى اعطاء الحكومة الفرصة لمعالجة الوضع الاقتصادي، بعد ان أشار الى احتمال عدم الاتفاق في مؤتمر الحوار على ملف الرئاسة في 28 الشهر الجاري. وهي رسالة مزدوجة لقوى 14 آذار بأنها لن تحقق هدفها ازاحة لحود، والى حلفاء لپ"حزب الله"يسعون الى ازاحة الحكومة بأن الحزب لن يماشيهم في هدفهم هذا... - تأكيد نصر الله مجدداً رفض الحزب الاقتتال الداخلي ازاء المخاوف التي تظهر في الشارع نتيجة عمق الخلافات السياسية. وهو اتبع ذلك بالإصرار على مواصلة الحوار الوطني وعلى حضوره إياه"لأن لا خيار غيره أياً تكن الصعوبات سياسية وأمنية". قلل وزير الداخلية اللبنانية بالوكالة الدكتور احمد فتفت من اهمية جبهة المعارضة الشمالية المنوي تشكيلها وتطالب باسقاط الحكومة واجراء انتخابات نيابية مبكرة، مؤكداً ان"تأثيرها على الأكثرية النيابية هو أمر مستغرب جداً فهي لا تملك أي تمثيل نيابي في هذه الأكثرية، بل على العكس هي تفترض نفسها ضد هذه الأكثرية، وربما ستزيد من لحمة هذه الأكثرية". ووصف بعض الدعوات الى التعايش مع رئيس الجمهورية اميل لحود بأنها"رأي سياسي". وكان فتفت زار أمس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الإفتاء وتداول معه في أمور عدة بينها ما تردد عن منع بعض الكتب. واعلن فتفت انه"سيتم إعادة دراسة هذه المواضيع من جوانبها الدينية بالتوافق مع أجواء حرية الرأي، خصوصاً بعدما تبين أن ما من مسيء على الإطلاق دينياً حتى الآن في مضمون هذه الكتب". وعن عتب الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله على بعض السياسيين الذين قالوا إن خبر الشبكة الإرهابية تم تضخيمه، أشار فتفت الى انه قابل"مبعوثاً من السيد نصر الله منذ يومين ولم أسمع عتباً حول ذلك، ولكننا تداولنا وتباحثنا في الموضوع وأعتقد أن وجهات النظر فهمت على حقيقتها عكس ما حاول البعض تشويهها في الإعلام. وتبلغت من السيد حسن نصر الله وفي شكل مباشر هذا الموضوع، اما ان هناك عتبا فأعتقد أنه يجب أن يبنى على وقائع وأنا أصر على أن كل ما ذكرته من مرجع كلامي كان بكل صراحة أنني أشعر أن من واجب وزير الداخلية أن يعالج المواضيع لطمأنة الناس وعدم المساهمة في صب الزيت على النار وبالسعي الى أجواء آمنة بكل الأساليب، هذا ما هدفت إليه والسيد حسن نصر الله أبلغني أنه تفهم هذا الموضوع. أما في ما خص ملف الشبكة فهو في يد القضاء العسكري". ولفت في معرض تعليقه على دعوات الى التعايش مع لحود، الى ان"هناك مؤتمر حوار في الثامن والعشرين من الشهر الجاري سيتناول هذا الموضوع للبحث وحدد كموعد نهائي، وستبقى نتيجة الحوار هي المقررة في هذا الشأن، وسنرى ماذا يريد اللبنانيون وأعتقد أن رأيهم في هذا الشأن مغاير". وأشار الى ان"القرار السياسي شيء ومعالجة أمور الناس من خلال عمل الحكومة شيء آخر، وأعتقد أن موقفنا السياسي واضح من استمرار الرئيس لحود وعدم شرعيته، كما أن موقفنا واضح من عدم شرعية التمديد الذي فرض على الشعب اللبناني، وهذا لا يعني الإساءة إلى مصالح الشعب اللبناني من خلال الممارسة اليومية". واستغرب"أن يبادر اثنان من رجال السياسة الرئيس عمر كرامي والنائب السابق سليمان فرنجية لم يوفقوا في الانتخابات النيابية الى المطالبة بإسقاط الحكومة استنادا إلى أي ديموقراطية وإلى أي أكثرية نيابية وإلى أي رأي شعبي، فالناس أعطوا رأيهم في الانتخابات النيابية السابقة وفق قانون كان يرعاه في قسم منه الوزير فرنجية سابقاً والرئيس كرامي سابقاً، فأنا أستغرب هذا الموقف ولكنني أعتقد أن هذا شأن طبيعي في الحياة السياسية أن تكون هنالك آراء وآراء مختلفة وتعودنا على هذا الأمر في السياسة اللبنانية. الحكم في النهاية هو الشعب اللبناني". وقال المسؤول في"حزب الله"الشيخ محمد كوثراني"ان الموقوفين التسعة من ضمن الشبكة هم سلفيون وجدوا في السيد نصر الله هدفاً شيعياً جيداً للثأر لمقتل السنّة في العراق". وقال كوثراني لوكالة"أسوشييتدبرس"ان هؤلاء"ساذجون كي يفكروا حتى بالاقتراب من نصر الله". ونقلت الوكالة عن مسؤول قضائي لبناني ان الموقوفين التسعة لبنانيون ولا يزالون يخضعون للاستجواب ولا يستطيع ان يؤكد إمكان ان يكون هؤلاء ينتمون الى ميليشيا سلفية، داعياً الى انتظار انتهاء الاستجواب. أما النائب حسن فضل من"حزب الله"فدعا الى عدم استباق التحقيق في مسالة الشبكة والى التوسّع فيه وإبعاد القضية عن السياسة. وردّ على تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك عن ولاء الشيعة لايران بالقول إنهم قدموا للبنان أرقى تعبير عن ولائهم للوطن. وتناول شعار"لبنان أولاً"الذي أطلقه"تيار المستقبل"مطالباً طارحيه بأن يحددوا أي لبنان يريدون.