أقامت جمعية الهلال الاحمر العراقي في المدينة مخيماً ضم عدداً كبيراً من الخيم المجهزة بالمستلزمات الضرورية لاستيعاب النزوح المتسارع لمئات العائلات السنية التي كانت تقيم في مناطق في بغداد تسكنها غالبية شيعية. وقال مسؤول مكتب الهلال الاحمر في الفلوجة عبيد أمين احمد ان"المخيم يضم مئة خيمة مجهزة بما يلزم من متطلبات الحياة الاساسية"، مشيراً الى أن"الامكانات المتوافرة للمكتب غير كافية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من النازحين، الذين يقدر عددهم في الفلوجة وحدها ما بين 500 - 600 عائلة". ونوه أحمد بمساهمة أهالي الفلوجة مع الجمعية في تقديم المساعدات للنازحين، واستقبال منازل المدينة جانباً منهم. وأفاد بأن التداول يجري الآن مع الجهات الرسمية لفتح مجمع الشقق السكنية في المدينة السياحية في الحبانية امام هذه العائلات للسكن بصفة موقتة. ولفت الى ان نسبة المسجلين لدى الهلال الاحمر فقط، وهم لا يشكلون الا نسبة قليلة من أعداد النازحين، تزيد على 270 عائلة مشيراً الى"ان أعداد النازحين كبيرة جداً وهي لا تقتصر على الفلوجة وحدها أو محافظة الانبار، بل تمتد لتشمل المحافظات التي تقطنها غالبية سنية". وأضاف ان عائلات كثيرة نزحت الى نواحي الفلوجة. ففي الكرمة يقدر عدد العائلات النازحة اليها ما بين 350 - 400، وفي العامرية ما بين 250 - 300 عائلة، وفي الصقلاوية يقدر العدد بين 150 - 200 عائلة. ولفت أحمد الى ان مستوى النزوح تضاعف بشكل كبير الشهر الماضي فاق قدرة المدينة ونواحيها على استيعابه. ويوضح أحمد أن العائلات النازحة الى الفلوجة ومدن الانبار الاخرى قدمت من مختلف محافظاتالعراق الجنوبية، الا أن معظم العائلات قدمت من بغداد والبصرة، مشيراً الى ان"الأحياء ذات الاكثرية الشيعية في جانب الكرخ من بغداد كانت من اكبر مصادر النزوح وخصوصاً منطقتي الشعلة والرحمانية". يذكر ان الاسبوع المنصرم شهد مقتل خمسة عشر شخصاً من ابناء الفلوجة على يد مسلحين مجهولين أثناء وجودهم في بغداد، سبعة منهم ينتمون الى عائلة واحدة. وقال الشيخ الدكتور ثامر الجميلي، أستاذ في العلوم الشرعية في جامعة الانبار ان"حملات تصفية متبادلة تقودها جهات متطرفة من جانب السنة ضد الشيعة في المناطق السنية، تقابلها حملات تقودها جهات شيعية متطرفة ولها نفوذ واسع داخل الاجهزة الامنية العراقية".