أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن اقتراح روسيا تخصيب اليورانيوم الإيراني على أراضيها ما زال قابلاً للتفاوض، إثر تقارير أميركية تحدثت عن إمكان توجيه ضربات عسكرية أميركية إلى الجمهورية الإسلامية. وقال لافروف إن الخطة الروسية"لا تزال مطروحة على طاولة المفاوضات وتشكل عنصراً مهماً في البحث عن حل"للأزمة النووية الإيرانية"، مضيفاً:"مبادرتنا تهدف إلى أن تكون ضمن مجموعة إجراءات يمكن أن تحلحل المشكلة النووية الإيرانية بالسبل السياسية". وتقترح موسكو منذ شهور على طهران إجراء عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية لطمأنة الغربيين الذين يشتبهون في أن إيران تطور شقاً عسكرياً تحت ستار برنامجها النووي المدني. وكان هذا الاقتراح المدعوم من الأميركيين والأوروبيين موضع جولات مفاوضات عدة عقدت في موسكووطهران من دون أن تسفر عن نتيجة. وتأتي محاولة موسكو تفعيل اقتراحها عشية وصول المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى إيران لمناقشة برنامجها النووي. ورحبت الصين بالزيارة. وقال ليو جيانتشاو الناطق باسم الخارجية الصينية:"نرحب بالدور الفعال للبرادعي في السعي من أجل حل ملائم لقضية إيران النووية في إطار الوكالة". وأضاف"نأمل بأن تلقى الجهود تعاوناً من المجتمع الدولي". وطالب مجلس الأمن إيران بوقف أنشطة التخصيب التي يشتبه الغرب في أنها خطوة أولية نحو إنتاج قنابل نووية. وفي 29 آذار مارس طلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع تقرير عن مدى التزام طهران في غضون 30 يوماً. نبأ غير مفاجئ وقال تيمور علي أصغري عضو البرلمان وهو من مدينة مشهد إن أحمدي نجاد أبلغ اجتماعاً لعلماء الدين أن أركان عملية التخصيب اكتملت"بحيث أصبحت إيران بين الدول الأعضاء في نادي الطاقة الذرية." وأفاد مسؤولون نوويون إيرانيون في وقت سابق أن تنقية اليورانيوم إلى نسبة 3.5 في المئة يتطلب تشغيل 164 جهازاً للطرد المركزي تدوّر اليورانيوم بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة تركيز أعلى نظائرها المشعة نشاطاً وهو"يو-253". وقبل أسبوعين، أفاد ديبلوماسيون في وكالة الطاقة أن إيران وضعت 164 جهازاً للطرد المركزي في محطة ناتانز النووية، لكنها لم تزود بعد بغاز سداسي فلوريد اليورانيوم ، وهو المادة الخام للوقود المخصب. وأضافوا أنه أجريت تجربة 20 جهازاً. وكان ديبلوماسي في الاتحاد الأوروبي معتمد لدى وكالة الطاقة توقع أن تكون الأنباء السارة التي أعلن عنها احمدي نجاد"بدء تغذية الأجهزة البالغ عددها 164. قد يكون هذا التطور المنطقي للتقدم منذ أواخر آذار مارس. لن تكون هذه مفاجأة". وتوجه فريق خاص من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران يوم الجمعة الماضي لجمع معلومات جديدة من مواقع نووية لضمها إلى تقرير البرادعي الذي يرفعه إلى مجلس الأمن. وامتنع مسؤولو وكالة الطاقة عن الكشف عن أي معلومات حتى الآن. وقال دبلوماسيون إن مستوى التخصيب اللازم لإحداث تفاعل متسلسل قادر على تفجير القنابل أعلى من ذلك بكثير وانه يصل إلى نحو 90 في المئة ولكن الدول الغربية لن تقبل حتى بإعلان إيران عن عمليات تخصيب مخفضة المستوى. وستستغرق إيران سنوات قبل أن تنتج الكم الكافي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة واحدة مع هذا العدد الضئيل من أجهزة الطرد المركزي لكن طهران أبلغت وكالة الطاقة أنها ستبدأ تركيب 3 آلاف جهاز للطرد المركزي في وقت لاحق هذه السنة، وهو عدد كاف لإنتاج رأس حربية خلال سنة. وقال غلام رضا مصباحي عضو البرلمان في جلسة عقدها المجلس:"بعد الأنباء النووية الطيبة ستبدأ الحرب النفسية ضدنا"، مضيفاً:"يمكنني القول انه ستكون هناك حملة إعلامية دولية ضدنا في الأيام القليلة المقبلة بسبب الأنباء الجديدة". مبالغة ويأتي ذلك بعد تقارير أميركية تحدثت عن إمكانية توجيه ضربات عسكرية أميركية إلى الجمهورية الإسلامية. واعتبر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي بيل فريست المعلومات المتعلقة بدرس الرئيس الأميركي جورج بوش خيارات لتوجيه ضربات عسكرية في إيران، مبالغاً فيها، لكنه لم ينفها. وقال فريست في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو:"نعتقد أن ثمة كثيراً من المبالغات في الصحافة الأميركية في هذه الأيام في ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية ضد إيران". لكنه أضاف أن"إيران تنتهك واجباتها المنصوص عنها في معاهدة الحد من الانتشار النووي وتواصل برنامجاً نووياً سرياً غير شرعي منذ 20 سنة".