اعلان الرئيس الإِيراني محمود احمدي نجاد انضمام بلاده الى"النادي النووي"، وعزمها على تخصيب اليورانيوم، صب ماءً بارداً على أعضاء هذا النادي. ورد وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، كان حيادياً. فهو دعا الى التروي في معالجة الملف الإيراني. ولكن موسكو لا تخفي حرجها من تصرفات السلطة الإيرانية. فتناغم قلق المسؤولين الروس في تصريحاتهم مع الردود الأوروبية وحتى الأميركية. ولا شك في أن مساعي واشنطن الى فرض عقوبات على الإيرانيين، تعززت في الايام الماضية، على رغم كلام محمد البرادعي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على حوار بناء مع طهران. والى اليوم، ترفض روسيا والصين المهلة المحددة للإيرانيين لوقف نشاطهم النووي. وفي نهاية نيسان ابريل، على البرادعي إطلاع مجلس الأمن على نتائج عمله. وليس في وسع موسكو وبكين، بعد هذا الموعد، تفادي التصادم مع ضغوط الغرب المتعاظمة، وخصوصاً ضغوط الولاياتالمتحدة الأميركية التي تصر على معاقبة إِيران بحزم. وأطلق اعلان طهران عن امتلاكها 136جهاز طرد مركزي ونجاحها في تخصيب اليورانيوم، ناقوس الخطر، وفضح النيات الإيرانية. وليس التشديد على أن اليورانيوم المخصب مخصص لمحطات توليد الطاقة، كافياً. فنسبة التخصيب المعلنة تخوِّل ايران صناعة سلاح نووي. ولكن شرط تزويد الصواريخ الإيرانية برؤوس نووية هو بناء إيران عشرات الآلاف من اجهزة الطرد المركزي. وعلى رغم يقين أميركا من احتواء المصانع الايرانية تحت الأرض ترسانة كافية، يؤكد الخبراء النوويون أن عملية تشغيل هذه المصانع تحتاج الى أكثر من عام. وقيادة الأركان الإسرائيلية تقول أن ايران تحتاج الى ثلاثة اعوام لصنع قنابل نووية. ويعتقد الخبراء والديبلوماسيون ان تصريح الرئيس الإيراني هو جزء من شد الحبال، وهدفه التمهيد الى العودة الى طاولة المفاوضات. فهذا التصريح يوفر ظروفاً تسمح لطهران تقديم بعض التنازلات، والحفاظ على ماء الوجه أمام الشارع الإيراني المعبأ ضد التدخلات الخارجية. ومن المرجح أن تقبل إيران اقتراح روسيا بناء مؤسسات مشتركة لانتاج الوقود النووي، بحسب نينا ماميدوفا، مديرة القسم الإيراني في معهد الدراسات الشرقية. عن الكسندر ساموخوتكين، "فريميا نوفوستي" الروسية ، 13/4/2006