أكد جنرال أميركي كبير أن بلاده"تتأقلم"لمواجهة"حرب طويلة"ضد تنظيم"القاعدة". ورسم نائب مدير القيادة المركزية الأميركية سنت - كوم البريغادير جنرال مارك كيميت، في لقاء بعد ظهر الإثنين مع مجموعة من الصحافيين في مبنى السفارة الأميركية في لندن، الخطوط العريضة لهذه"الحرب الطويلة"، مؤكداً ان بلاده لن تُبقي في الشرق الأوسط سوى"جزء صغير"من قوتها الحالية هناك والمقدرة بنحو 250 ألف جندي. وقال ان"أولويتنا الأساسية في القيادة المركزية هي خوض ما نسميه"الحرب الطويلة": هزيمة القاعدة والشبكات المرتبطة بها". واضاف"إن العدو يمثّل تهديداً لأمتنا"، وإن خطره مضاعف"كونه يطمح الى الحصول على أسلحة دمار شامل ? نووي وكيماوي وبيولوجي - وسيستخدمها إذا حصل عليها". وتابع:"نعتقد أن هذا العدو لا يمكن ردعه، ويجب إلحاق الهزيمة به". وتحدث عن أربعة مبادئ ل"الحرب الطويلة": الأول:"بناء شبكة لهزيمة شبكة". وشرح ذلك قائلاً ان"القاعدة تعرف استخدام الشبكات. لديها مقاتلون ومخيمات لتدريب إرهابيين وخطوط إمداد، لكنها تستخدم أيضاً طرق التهريب والنشاطات الإجرامية ومنظمات غير حكومية صديقة لها ومنظمات حكومية متعاطفة معها. وتستخدم الإنترنت في شكل متطور لنشر أفكارها. لذلك، فالقوة العسكرية الأميركية وحدها لا يمكنها ان تهزم"القاعدة"، ولا بد من بناء شبكة تعاون مع الإدارات ووكالات الأمن والاستخبارات والديبلوماسية لهزيمة شبكة القاعدة". والمبدأ الثاني، كما قال، هو"مساعدة الآخرين لمساعدة أنفسهم". وشرح ذلك بأن"القاعدة"تقول إنها تريد إخراج القوات الأميركية من دول الشرق الأوسط، لكن هدفها الحقيقي هو"إطاحة ما تسميه الأنظمة المرتدة"بعد انسحاب الأميركيين. وقال ان الولاياتالمتحدة تريد ان"تقدم وتتبادل معلومات استخباراتية مع دول الشرق الأوسط. نساعدهم كي يساعدوا أنفسهم". أما المبدأ الثالث فهو"ضمان عدم وجود مناطق آمنة للقاعدة". وأوضح أن الولاياتالمتحدة تسعى الى ضمان ان لا تتراجع"القاعدة"من العراق وأفغانستان الى"دول تعمها الفوضى وتفتقد الى سلطة مركزية"، مثل منطقة القرن الافريقي ودول الساحل ما وراء الصحراء، مشيراً الى جهود بلاده في هذا الإطار انطلاقاً من قاعدتها في جيبوتي. وقال إن المبدأ الرابع هو"التأقلم"مع هذه الحرب. وشرح ذلك:"لا نريد ان يُنظر الينا على أننا جيش محتل، ولا أن نكون قوة يعتمد عليها"آخرون لضمان استمراريتهم. وتابع:"سنُبقي في الشرق الأوسط قوات كافية للردع، لكن عددها سيكون نسبة ضئيلة من عددها الحالي"، وهو رقم قدّره ب 250 ألف عسكري. وقال ان الأميركيين باقون في قطر، لكنه لم يحدد بلداناً أخرى ستبقى فيها قوات أميركية، وإن كان معروفاً ان ثمة كلاماً عن إقامة قواعد طويلة الأمد في العراق وأفغانستان. وسألته"الحياة"عن حديث وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن"آلاف الأخطاء"التي ارتكبها الأميركيون في العراق، فأقر بأن هناك أخطاء وقعت. لكنه رفض قبول ان"الخطأ الأكبر"كان اجتياح الأميركيين العراق عام 2003. كذلك رفض اعتبار ان حل الجيش العراقي بعد الغزو كان"الخطأ الأكبر". وقال:"ربما كان الخطأ الأكبر اننا لم نُعر اهتماماً كافياً لإعادة بناء القوات العراقية". وقال، رداً على سؤال ل"الحياة"، انه سمع بوحدة جماعات مسلحة في العراق بينها"القاعدة في بلاد الرافدين"، لكنه لا يستطيع تأكيدها أو نفيها. وقال انه يعتقد أن أبا مصعب الزرقاوي"مسؤول عن معظم العمليات الكبرى التي حصلت في العراق"، ووصفه ب"مجرد مجرم، قاتل جماعي. سنلاحقه وسنقتله أو نعتقله، وبعده سنكمل على شبكته". كذلك قال ل"الحياة"إن دفق الجهاديين الذين يعبرون الأراضي السورية الى العراق تراجع فعلاً منذ العام الماضي. لكنه أضاف:"إذا كان ينزل من صنبور المياه الحنفية خمسة غالونات، وأصبح اليوم أربعة، هل يعني هذا ان الدفق توقف. تريد نسبة الدفق صفراً، وهذا مسؤولية سورية". وقال ان بلاده لا تعني حركة"حماس"الفلسطينية عندما تتحدث عن"الجماعات المرتبطة بالقاعدة".