أكد مسؤول أمني أميركي كبير أن الزعيم الجديد ل"القاعدة"في العراق"أبو أيوب المصري"يواجه صعوبات في فرض سلطته على التنظيم مثلما كان يفعل سلفه"أبو مصعب الزرقاوي"الذي قُتل بغارة أميركية في حزيران يونيو الماضي. وقال البريغادير جنرال نيل دايل، نائب مدير الاستخبارات في القيادة المركزية الأميركية، ل"الحياة"، أن لأبي أيوب المصري"سجلاً جهادياً طويلاً... درس تحت إشراف زعيم جماعة"الجهاد"الدكتور أيمن الظواهري، وشارك في الجهاد الأفغاني، وكان الرجل الثاني بعد الزرقاوي في"القاعدة"في العراق، وهو مسؤول في الحقيقة عن وصول عدد كبير من المقاتلين الأجانب إلى العراق. لكنه حالياً لا يبدو قادراً على وضع يده على كل شيء، مثلما كان يفعل الزرقاوي. وأعتقد أنه يواجه مشاكل في فرض سلطته حالياً". وأقر بأن"قيادة القاعدة"على الحدود الأفغانية - الباكستانية كانت تُبدي تحفظات عن عمليات قام بها الزرقاوي في العراق. وقال:"سيعمل أبو أيوب في شكل أوثق مع قيادة القاعدة لأن لديه صلة أوثق بالظواهري". وهل لدى المصري"مباركة"من قيادة"القاعدة"لم يكن الزرقاوي يحظى بها، قال دايل:"جزئياً، نعم. لكن لا أعتقد أنه يحظى بالثقة الكاملة من قيادة التنظيم". ولفت إلى أن الحرب في العراق الآن تختلف عما كانت عليه بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين في 2003. وأوضح:"معظم ما نراه اليوم ليس مرتبطاً بتمرد"القاعدة"ولا جماعات التمرد الأخرى. إنه عنف طائفي، بين سنّة وشيعة. في 2003 كان هناك قتال في كل أنحاء البلاد، لكن العنف الطائفي الذي نراه حالياً يتركز في منطقة بغداد ... وإذا نظرت إلى محافظة الأنبار فإنك ترى أن العشائر تنظّم نفسها لقتال"القاعدة"ومنعها من دخول مناطقها. إذن شبكة"القاعدة"في العراق تخسر الأرض ولا تربحها. لكن المشكلة الأساسية التي نواجهها هي العنف الطائفي". وقال:"جيش المهدي هو أكبر الميليشيات وأكثرها خطورة، وهو من يقوم بمعظم المشاكل في بغداد ضد السنّة حالياً. أما القاعدة، وعلى رغم خسائرها الكبيرة منذ مقتل الزرقاوي، فما زالت تنظيماً خطيراً يحاول فرض نفسه من خلال تجنيد عناصر جديدة يأتي معظمهم من خارج العراق. وإذا لم نقف في وجهها الآن ستتمكن من أن تعيد تنظيم نفسها، لكنها بالتأكيد ليست بالخطورة الذي كانت عليها قبل سنة من الآن". وسُئل هل الأميركيون على اطلاع على تقارير تفيد بأن شباناً خليجيين يسافرون إلى أفغانستان للمشاركة في ما يرونه جهاداً هناك، قال:"كان على"طالبان"أن تقوم بشيء ما إذا أرادت أن يكون لها حساب في المعادلة. وإذا نظرت إلى هجماتها الأولى فإن بعضها حُشد له حوالي 250 عنصراً، وقوات"الناتو"والقوات الأفغانية الحكومية قامت بعمل كبير لصدهم. وفي الحقيقة، لم نخسر معركة واحدة هناك ضد"طالبان"التي تكبّدت خسائر كبيرة، فغيّرت طريقة تنفيذها العمليات. لم تعد تشن عملياتها من خلال حشد عدد كبير من المقاتلين، لأنها عندما تحشد مقاتلين نستطيع ضربهم بسهولة ونكبّدهم خسائر ضخمة. صارت الآن تلجأ إلى تنفيذ هجمات بشحنات ناسفة على خط الإمدادات الرئيسي بين كابول وقندهار، ثم تحوّلت إلى شن عمليات انتحارية. وهذا المد في العناصر الذي تُشير إليه والآتي من الشرق الأوسط إلى باكستانوأفغانستان هو مد من عناصر الانتحاريين. لنعط بعض الأرقام: في العام 2004 حصلت أربع هجمات انتحارية في أفغانستان. ارتفع العدد إلى 46 في 2005، ووصلنا إلى 94 حتى الآن هذه السنة. الهجمات الانتحارية من تكتيكات القاعدة. لماذا الهجمات الانتحارية؟ لأنها تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. ومعظم الضحايا في الهجمات ال94 كان من المدنيين الأبرياء. ما يريدون تحقيقه هو إثارة الخوف في وسط السكان، وإظهار أن الحكومة ليست قادرة على حمايتهم وأن طالبان هي من يحميهم". وهل يعتقد أن بن لادن ما زال حياً بعد التقارير عن احتمال وفاته نتيجة مرض، قال:"ليست لدي معلومات استخباراتية تدفعني إلى تصديق أن بن لادن ميت حالياً. لكنه قد يكون ميتاً، ولأسباب استراتيجية لا يُعلنون قيادة القاعدة ذلك. ولأن عدداً محدوداً جداً من الناس له اتصال ببن لادن، فإن تسرّب خبر وفاته سيحتاج إلى وقت طويل".