العاشرة مساء بالتوقيت المحلي لإسبانيا مساء السبت المقبل هو موعد احد الاحداث التي تستقطب اعلى المؤشرات من المشاهدة التلفزيونية داخل البلاد، وهو موعد انطلاق مباراة برشلونة وريال مدريد في المرحلة الحادية والثلاثين للدوري الاسباني لكرة القدم على ملعب كامب نو الخاص بالمدنية الكاتالونية، ويدخلها حامل اللقب والمتصدر برشلونة - وشهرته بين العرب لقب"البارشا"برصيد 68 نقطة في المركز الاول، ويتبعه بفارق 11 نقطة كاملة منافسة التقليدي اللدود ريال مدريد - او الريال - محتلاً المركز الثاني، ولم يبق من عمر المسابقة سوى عشر مراحل فقط، ومجموع النقاط فيها 30 نقطة، وهو ما يشير الى صعوبة عودة ريال مدريد الى الصدارة او انتزاع اللقب حتى لو فاز مساء السبت. وتشير لغة الارقام الى أن معدل خسارة برشلونة للنقاط في الدوري الحالي تقل عن 8. نقطة في المباراة. وهو ما يشير الى احتمالات خسارته لثماني نقاط فقط في بقية لقاءاته، وعلى العكس يزيد معدل الخسارة للنقاط على ريال مدريد الى 1.2 نقطة في المباراة، ولو سارت الامور طبيعية يخسر الريال 12 نقطة اخرى، أي ان الحسابات النظرية تمنح برشلونة تقدماً 15 نقطة في نهاية الموسم، ولكن الارقام والتاريخ والنظريات لا تجد مكانها دائماً في كرة القدم. فوز برشلونة الكبير بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب امام 70 ألفاً من انصار ريال مدريد في الملعب الشهير سانتياغ بيرنابيه في العاصمة كان حاسماً، وهدفان لرونالدينيو مع هدف لايتو حسمت المنافسة في الصدارة باكراً، وكشفت عن فارق القوى لمصلحة"البارشا"، وعجز بعدها الريال عن العودة الى ايقاعه او الى دائرة المنافسة. ولكن الايام الاخيرة حملت رياحاً غريبة للتغيير لأن"البارشا"يعاني نقصاً حاداً في صفوفه، ويفتقد نجمة الارجنتيني الصاعد ليونيل ميسي ورافاييل ماركيز وادميلسون وزافي للاصابات، وتعادل سلباً بغرابة في مباراته الاخيرة خارج ملعبه في ملقا الذي يحتل المركز الاخير في المسابقة، وهو التعادل الاول له في 23 مباراة، وترك علامات استفهام عملاقة حول مستوى"البارشا"، ولكن مدربه الهولندي فرانك ريكارد لم يظهر قلقاً لأن فريقه لعب اختيارياً من دون البرازيلي الفذ رونالدينيو واراح البرتغالي ديكو في الشوط الاول، وحرمه حكم المباراة من هدف صحيح للكاميروني همويل ايتو بلا سبب واضح، ولعب حارس"البارشا"السابق ارناو دوراً مهماً في الحفاظ على شباك ملقا نظيفة. وعلى الجانب الآخر تحسن جداً مستوى ريال مدريد في مبارياته الثلاث الاخيرة، وعلى رغم تعادله مرتين الا ان فوزه الكبير في ملعبه الاحد الماضي على ديبوريتفولا كورونيا 4-صفر وانفراده بالمركز الثاني منح مدربه لوبيز كارو قدراً هائلاً من الثقة، وارتفعت معنويات اللاعبين الى القمة، ويزداد التركيز لدى لاعبي الريال لحصولهم على فترة راحة اطول من منافسهم المشغول بمباراته الاوروبية ضد بنفيكا البرتغالي في لشبونة، وهو ما يصيب لاعبي"البارشا"بالارهاق لخوض مبارايتن قوتين في اربعة ايام. الثلاثي الكبير من الفرنسي زين الدين زيدان، والبرازيليان رونالدو، وبابتيستا وصلوا الى اعلى مستوى لهم في مباراة ديبورتيفو لاكورونيا، لا سيما الاخير الذي قدم احسن مباراة مع الريال منذ انضمامه الصيف الماضي، وسجل الهدف الرابع من تسديدة قوية من ركلة حرة مباشرة امام منطقة الجزاء، واستحق تصفيق زيدان وبيكهام نجمي تسديد الركلات الحرة، وكفة الفريق المدريدي كانت راجحة ميدانياً على كل الفرق التي واجهها في الدوري المحلي، ولا يقلل ابداً تعادله في فالنسيا او مع اوساسونا من تفوقه في المباراتين، وتحسنت الامور مع المدرب كارو واكتمال الصفوف بعودة معظم المصابين وعلى رأسهم راؤول غونزاليز وزيدان ورونالدو. وترسانة الريال حالياً تعج بالبرازيليين امثال سيسيفهو وروبرتو كارلوس في الخط الخلفي، وبابتيستا في الوسط والهدافين رونالدو وروبينيو في الهجوم وكلهم اساسيون في الفريق، ومعهم الحارس الاسباني الاول كاسياس ونجم الوسط الانكليزي ديفيد بيكهام، والمهاجم الايطالي الجديد على الريال كاسانو، وهو ما يضمن للمدرب مرونة وسعادة عند اختيار تشكيلته، ويشهد الفريق تغييراً كاملاً على خط الدفاع الذي لعب مباراة الذهاب واستقبل ثلاثة اهداف. ويريد الريال تكرار انجازه في موسم 2003 - 2004 عندما حقق فوزه الاخير في كامب نو على"البارشا"2-1، وسبق للريال الفوز في لقاء الكلاسيكو الموسم الماضي، ولكن في ملعبه 4-2. الشيء الرائع في كلاسيكو الكرة الاسبانية - وهو اشهر لقاءات الاندية المحلية قاطبة في العالم - ان نتيجته تبقى دائماً معلقة وعامرة بالأهداف.