كشف رئيس جهاز"المخابرات الإسرائيلية الخارجية"موساد افرايم هليفي، أن رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الإسلامية"حماس خالد مشعل اقترح على إسرائيل، عام 1997 وعبر الملك الأردني الراحل حسين، هدنة لثلاثين عاماً، لكن الاقتراح وصل الى رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتانياهو متأخراً، بعد ايام معدودة من محاولة عناصر"موساد"اغتيال مشعل في العاصمة الأردنية. وجاء هذا الكشف في كتاب أصدره هليفي أخيراً في لندن حمل عنوان"من الظلال - في ثنايا الأزمة في الشرق الأوسط"، تناول فيه قضايا أمنية مختلفة عالجها ابان قيادته"موساد". وأضاف هليفي ان الملك حسين اعتبر محاولة الاغتيال الإسرائيلية"خيانة كبيرة"، خصوصاً أنها جاءت بعد أيام من اقتراح مشعل. وغضب الملك على هليفي الذي اعتبره صديقاً شخصياً ورفض اقتراحه الوصول الى عمان، لكن هليفي أصر وجاء الى العاصمة الأردنية وحال دون قيام قوات الأمن الأردنية باقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان حيث لجأ منفذو محاولة الاغتيال. وهدّأ هليفي خاطر الملك عندما اقترح أن تطلق إسرائيل سراح مؤسس حركة"حماس"الشيخ أحمد ياسين الى منزله في قطاع غزة، بعد سنوات قضاها في السجون الإسرائيلية. الى ذلك، كشف هليفي أن إسرائيل حذرت العاهل الأردني، عشية حرب الخليج الأولى، من عملية عسكرية عنيفة، إذا واصل الأردن السماح لطائرات حربية عراقية بالتدرب في الأردن، بمحاذاة الحدود مع إسرائيل. وأضاف أن التحذير"اقنع الملك بأنه يواجه وضعاً خطيراً"، خصوصاً أن رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت ثاتشر والرئيس الأميركي جورج بوش الأب تحدثا إليه بلهجة غاضبة حول الموضوع ذاته. وزاد هليفي أنه تمت تسوية القضية في لقاء بين الملك ورئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق شامير قضت بإبعاد الطائرات العراقية عن الحدود مع إسرائيل، لكن في المقابل رفض الملك طلباً إسرائيلياً بأن تدخل الطائرات الإسرائيلية الأجواء الأردنية في حال هاجم العراق الدولة العبرية بصواريخ أرض - أرض. واضاف هليفي ان هذه التسوية أوقفت شامير عن دعم فكرة أن"الأردن هو فلسطين"التي تبناها ارييل شارون. وبحسب رئيس"موساد"السابق، فإن جهات إسرائيلية رأت في مسألة تدرب الطائرات العراقية في الأردن فرصة ذهبية لحل القضية الفلسطينية في الضفة الشرقية من خلال اسقاط الحكم الهاشمي وإقامة دولة فلسطينية في الأردن"لكن التفاهمات بين الملك وشامير أسقطت هذا الاقتراح". ويدعي هليفي أيضاً أن الملك الأردني اعتبر الاتصالات السرية التي أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق رابين عام 1993 مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات"مقلقة"وأشبه بالخيانة السياسية من جانب إسرائيل، وأنه أبدى تخوفاً من احتمال أن تسمح إسرائيل للرئيس عرفات بزيارة القدس.