بينما رفض ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون تأكيد أو نفي نبأ لقاء الأخير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ثلاث مرات خلال العام الماضي، نقلت صحيفة "معاريف" عن أوساط قريبة من شارون تأكيدها عقد أكثر من لقاء حرص الرجلان على احاطتها بالسرية التامة. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن شارون وعبدالله تباحثا في لقائهما الأول في ملامح العملية التفاوضية مع الفلسطينيين في اليوم التالي على انتهاء الحرب الأميركية المتوقعة على العراق، كما تناولا تنسيق المواقف بينهما عشية هذه الحرب. وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن ثلاثة لقاءات على الأقل جمعت الرجلين في عمّان والعقبة ومزرعة شارون في النقب، وان رئيس مجلس الأمن القومي حالياً السفير السابق في عمّان افرايم هليفي، كان وراء ترتيب هذه اللقاءات، مستغلاً علاقته الحميمة بالقصر الملكي منذ عهد الملك الراحل حسين. وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اللقاءات تكتسب أهمية بالغة في ظل توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، فالأردن بالنسبة إلى إسرائيل يشكل دعامة في كل ما يتعلق بمواجهة الجبهة الشرقيةالعراق وإسرائيل تشكل دعامة استراتيجية للأردن من احتمال غزو عراقي! وتابعت الصحيفة تقول إن شارون سعى إلى تبديد المخاوف الأردنية، مما اشيع عن احتمال قيام إسرائيل بترحيل مئات آلاف الفلسطينيين إلى الأراضي الأردنية ابان الحرب الأميركية، وانه التزم أمام العاهل الأردني عدم المساس بأي شكل من الاشكال بالاستقرار في المملكة. وزادت ان إسرائيل تبدي ارتياحاً لسبل مواجهة الأردن "المتطرفين الاصوليين" على أراضيه ولاحباطه محاولتهم "تصدير الإرهاب" إلى إسرائيل وتهريب الوسائل القتالية إلى الفلسطينيين. وتوقعت اذاعة الجيش أن يسيء النشر عن لقاءات شارون - عبدالله إلى الملك الأردني ويمس بمكانته في العالم العربي، لكنها أعادت إلى الأذهان لقاء مماثلاً عقده رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق اسحق شامير في لندن مع الملك حسين عشية حرب الخليج الأولى، توصلا فيه إلى تفاهمات بعدم تدخل إسرائيل في الحرب "إلا في حالات قصوى".