يغادر رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي اللبناني ميشال عون مطلع الاسبوع المقبل الى قطر تلبية لدعوة من أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يرافقه النائب سليم عون والفريق المكلف بإطلاق تلفزيون"التيار"بعد ان يصدر الترخيص الرسمي له. واعتبرت مصادر في"التيار الوطني الحر"ان قرار المتحاورين تأجيل المؤتمر الى 28 نيسان ابريل الجاري للحسم سلباً أو إيجاباً في ملف رئاسة الجمهورية"يحمل في طياته الايجابية وهي امكان التوافق على بديل وخروج البلاد من الازمة التي تتخبط بها وكذلك السلبيات وهي التعايش الإجباري بين الرئاسة والاكثرية النيابية، مع ما يحمل مثل هذا التعايش من مخاطر على مصالح اللبنانيين وعلى عمل السلطة الاجرائية". وأكدت المصادر نفسها ان"هناك من سيتحمل مسؤولية بقاء الوضع على ما هو عليه"، نافية ان يكون"التيار الوطني الحر"او الفريق الشيعي هو الذي يتسبب في بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في منصبه،"والدليل الى ذلك ان جلسات الحوار تشهد بأن طروحات هذين الفريقين لم تكن تبحث في بقاء لحود بل تركز على البدائل ضمن خطة واضحة رافضين مقولة تنحية لحود اولاً والبحث في الامور الاخرى في وقت لاحق". واعتبرت مصادر"التيار الوطني الحر"انه"لا يمكنه ان يقبل ان تكون الرئاسة موضوع بازار للعنصر الخارجي الدور الاساسي فيه، كما كان يحصل في الماضي اذ رأينا نتائج ذلك وتداعياته على لبنان وعلى الفريق المسيحي". ورجحت المصادر ان تشهد جلسة الحوار في آخر الشهر الجاري"دفن"ملف تغيير رئيس الجمهورية وعدم البحث فيه مجدداً واستعداد المطالبين بتغييره الى التعايش معه حتى نهاية ولايته في تشرين الثاني نوفمبر العام 2007، مشددة على ان"مثل هذه النتيجة تتحمل مسؤوليتها الجهات التي ترفض التوافق على البديل وتفضل بقاء لحود ان لم يكن الرئيس المقبل من الفريق الذي تمثله". لكن المصادر ذاتها وافقت في الوقت نفسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله:"بين ساعة وآخرى ربما الفرج"لأنه"من الآن وحتى الجلسة المقبلة للحوار هناك اكثر من عشرين يوماً ستحصل خلالها تحركات واتصالات ومشاورات بين الكتل النيابية وكذلك سيكون لبعض المحيط الاقليمي وبعض العواصم الغربية رأي في هذا الملف ربما يؤدي الى تحريكه لحلحلته على رغم ان المؤشرات الحالية لا توحي بمثل هذا الاتجاه". وأكدت المصادر ان"التيار""لن يتخلى عن معركة الرئاسة ويعتبرها من أولوياته وسيعمل ما في وسعه خلال الايام المقبلة، وقبل عقد الجلسة الحوارية، الى تحقيق اختراقات في صفوف الكتل النيابية الرافضة لترشيح عون"، مشيرة الى حصول بعض التقدم لدى بعض القوى المسيحية في هذا الاتجاه من قبيل وجود اسم عون في اللائحة التي قدمتها القوات اللبنانية الى البطريرك الماروني نصر الله صفير، وكذلك في العلاقة مع رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط، لكنها ما زالت تجهل السبب الذي يجعل رئيس"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري معارضاً لمجيء ميشال عون الى سدة الرئاسة.