سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تعبر عن "قلقها" ولا ترى فائدة من مفاوضات مباشرة ... ومفتشون دوليون إلى طهران . إيران تعلن مزيداً من التجارب الصاروخية وتتعهد مواصلة نشاطاتها النووية
تعهدت إيران أمس مواصلة نشاطاتها النووية، في وقت استمر عرض عضلاتها في المجال الحربي، عبر مزيد من التجارب الصاروخية. وأكدت تقارير إيرانية أمس اختباراً ناجحاً ل"زورق طائر حديث للغاية"وصاروخ كوثر الذي يطلق من البر إلى البحر، يقول محللون انه يهدف إلى مهاجمة سفن في الخليج، تلاه بعد الظهر اختبار صاروخ آخر. وجاء اختبار الزورق والصاروخ خلال المناورات الحربية التي بدأتها إيران في الخليج يوم الجمعة الماضي. وأفادت الإذاعة الإيرانية ان صاروخ"كوثر"يمكنه تجنب الرادار ويتعذر التشويش على نظام توجيهه. وفي وقت سابق من المناورات، أعلنت إيران عن اختبار صاروخ يضلل الرادار وصاروخ الحوت الذي ينطلق تحت الماء وتفوق سرعته أي سفينة حربية معادية. وهو يشبه إلى حد بعيد صاروخاً فائق القوة من صنع سوفياتي وروسي هو الطوربيد"شكفال"القادر على نقل رأس نووي وتزن شحنته التقليدية 200 كيلوغرام من ال"تي أن تي". وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن أول من أمس عن اختبار طوربيد أفاد انه ينتج على نطاق واسع في إيران. وقد لا تكون التكنولوجيا العسكرية الإيرانية بالغة التطور، إلا أن محللين يرون أن إيران لا تحتاج إلى معرفة تقنية واسعة لإشاعة الفوضى في الممرات الحيوية لشحن النفط، وأشاروا إلى احتمال أن تكون طهران تختبر أسلحة في مضيق هرمز، وهو ممر رئيسي لناقلات النفط لثني إسرائيل والولاياتالمتحدة عن شن اي عمل عسكري ضد برنامجها النووي. ودخلت إيران مجال التصنيع العسكري إبان الحرب الإيرانية العراقية 1980 - 1988 للتعويض عن حظر الأسلحة الذي فرضته عليها الولاياتالمتحدة، وتنتج منذ العام 1992 عربات نقل الجنود المصفحة والدبابات والطائرات الحربية فضلاً عن الصواريخ. قلق أميركي وردت الولاياتالمتحدة على سلسلة التجارب العسكرية التي أجرتها إيران أخيراً معلنة:"ربما خطت إيران بعض الخطوات العسكرية الواسعة، إلا أنها تبالغ في تقدير قدراتها". وقال الناطق باسم البنتاغون برايان وايتمان:"ندرك ان الإيرانيين يسعون دوماً إلى تطوير قدراتهم العسكرية، من المحتمل أنهم طوروا من قدراتهم ويحققون خطوات واسعة في تصنيع الأسلحة القادرة على مراوغة الرادار والموجات الصوتية". وزاد:"عُرف عن الإيرانيين أيضاً نبرة المبالغة والتباهي حول التقنيات الكبرى والقدرات التكتيكية". وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إرلي أن الولاياتالمتحدة"يقلقها"إعلان إيران اختبار طوربيد قوي، لكنه شدد على أن لا فائدة من التفاوض مع طهران مباشرة لتخفيف التوتر. وزاد:"إننا عازمون على إيجاد حل ديبلوماسي لأننا نعتقد بأن حلاً ديبلوماسياً يمكن أن يعمل". وأكد ايرلي أن الولاياتالمتحدة لا ترى أي فائدة من إجراء مفاوضات مباشرة مع طهران لحلحلة الوضع كما تطالب ألمانيا بصورة شبه رسمية، معتبراً "السبب هو تجاهل إيران للمجتمع الدولي ورفضها عروض الترويكا الأوروبية واقتراحات روسيا، لكي تواصل، بتصميم كبير كما يبدو، تطوير سلاح نووي". وبحسب مسؤول أميركي، فإن أياً من دول الترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لم تطلب من واشنطن بدء مفاوضات مباشرة مع إيران الدولة التي لا تقيم معها الولاياتالمتحدة علاقات ديبلوماسية منذ ربع قرن. وقال:"لم أر أي ألماني يقول علناً إن على الولاياتالمتحدة أن تتحدث معهم". مواصلة النشاطات النووية في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بأن إيران ستواصل نشاطاتها النووية المثيرة للجدل على رغم دعوة مجلس الأمن إلى تعليق تلك النشاطات. وقال متقي:"الجمهورية الإسلامية بدأت نشاطاتها السلمية للحصول على حقوقها التي تنص عليها معاهدة الحد من الانتشار النووي وستستمر هذه النشاطات تحت أشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ودان متقي إحالة ملف إيران النووي على مجلس الأمن ووصفه بأنه قرار"سياسي يظهر وللأسف إن منطق الهيمنة يطغى على منطق العقل"، موضحاً:"أمامنا طريقان: طريق التفاهم والتعاون والحوار والعمل في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطريق المواجهة"، وأكد أن الجمهورية الإسلامية"تختار الطريق الأول". وأكد أن إيران لن تستخدم النفط كسلاح في خلافها النووي مع الغرب. في غضون ذلك، قال سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أكبر سلطانية إنه يتوقع وصول مفتشين من الوكالة إلى طهران بعد غد الجمعة، وسيزورون مركز تخصيب اليورانيوم في ناتانز، لافتاً إلى أن عمليات التفتيش تجري"في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي"التي وقعت عليها إيران. على صعيد آخر، أعلنت واشنطن أن إيران رفضت المساعدة التي عرضتها لضحايا الزلزال الأخير. واتصل السفير الإيراني في الأممالمتحدة جواد ظريف السبت بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز هاتفياً رداً على اتصال بيرنز به، كما قال ايرلي. وأعلنت الاممالمتحدة أنها أرسلت معدات طارئة إلى ضحايا الزلزال الذي ضرب إيران. وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية، فان المساعدة التي تتضمن خصوصاً 50 ألف دولار لشراء خيم وأغطية، حظيت بموافقة طهران.