كشفت إيران أمس مزيداً من "المفاجآت" العسكرية في اطار المناورات التي تجريها في مياه الخليج، من خلال اطلاق صواريخ جديدة وطائرة مائية"لا يمكن رصدها بالرادار"، قالت انه يمكن استخدامها"كقنبلة طائرة لتنفيذ عملية انتحارية على سفينة". وتنفذ المناورات قوات مشتركة تضم حوالي 17 الف رجل من الجيش و"الحرس الثوري"والتعبئة والشرطة في مضيق هرمز وبحر عمان. وأعلنت ايران ان نجاح هذه المناورات يثبت قدرتها على مقاومة"غزو من خارج المنطقة"، وذلك في رسالة واضحة الى الولاياتالمتحدة في اطار المواجهة الحالية معها، وأكدت ان الهدف من هذا العرض للعضلات"ليس إخافة دول الجوار"الخليجية. وجاء الاعلان عن القدرات الصاروخية الجديدة على لسان قائد قوات النخبة في"الحرس الثوري"الجنرال يحيى رحيم صفوي، في وقت سعت الديبلوماسية الايرانية الى تمرير مواقف تصعيد ودعوات الى الحوار في وقت واحد في شأن الملف النووي. وكرر وزير الخارجية منوشهر متقي في مؤتمر صحافي امس نفي نية بلاده اللجوء الى سلاح النفط، وقال موجها كلامه الى الغرب:"امامنا طريقان: طريق التفاهم والحوار والعمل في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو طريق المواجهة. وايران تختار الطريق الاول". وبينما شدد متقي على ان ايران"مستمرة في نشاطاتها النووية السلمية"تحت رقابة الوكالة الدولية وفي ظل الاتفاقات الدولية"، توقع المندوب الايراني لدى الوكالة علي أكبر سلطانية وصول مفتشيها إلى طهران بعد غد الجمعة، لزيارة مركز تخصيب اليورانيوم في ناتانز، مشيراً إلى أن عمليات التفتيش تنفذ"في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي"التي وقعتها إيران. راجع ص 7 وردت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون على المناورات، معتبرة ان طهران"تبالغ في تقدير قدراتها"، فيما ابدت الخارجية الأميركية"قلقاً"من إعلان إيران اختبار طوربيد سريع. وشدد الناطق باسم الوزارة آدم ايرلي على أن لا فائدة من التفاوض مع طهران مباشرة لتخفيف التوتر، تعليقاً على انباء عن محاولات المانية لاطلاق مفاوضات مباشرة بين طهرانوواشنطن. ويقدر خبراء عسكريون في واشنطن ان قدرة الصواريخ التي تفاخر بها ايران غير مؤكدة، خصوصا اذا كان يتم تجريب قدرتها على التضليل على الرادارات القديمة التي في حوزة ايران، كما أن قدرة ايران على إحداث خلل استراتيجي في الخليج يبقى مشكوكا فيها في ظل الوجود الواسع للاسطول الخامس الاميركي في مياهه. لكن ايران تستطيع، في رأي الخبراء، احداث"حالة رعب"تأمل من ورائها دفع الغرب الى طاولة التفاوض. وأكدت تقارير إيرانية أمس اختباراً ناجحاً ل"زورق طائر حديث جداً"، وصاروخ"كوثر"المتوسط المدى يطلق من البر إلى البحر، وقال محللون انه يهدف إلى مهاجمة سفن في الخليج، تلاه بعد الظهر اختبار صاروخ آخر، قادر ايضاً على تضليل الرادارات. في موسكو، لم تستبعد مصادر الصناعات العسكرية الروسية ان تكون وثائق"سرية"هربت الى ايران خلال مرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي، استخدمها الايرانيون لتطوير طوربيدات استناداً الى تقنيات الطراز السوفياتي"شكفال"، وذلك بعد تجربة طهران طوربيداً اطلق عليه"الحوت"، مشيرة الى انه"أسرع صاروخ تحت الماء في العالم". التسلح الايراني وتتباهى طهران منذ سنوات بقدراتها الصاروخية في اعلانات متتالية عن طرازات جديدة قادرة على حمل رؤوس كيماوية أو نووية، لكن خبراء عسكريين تساورهم شكوك حيال القوة الحقيقية للجيش الايراني، خصوصاً بعدما حالت العزلة الدولية دون اعادة بناء قواته البرية اثر الحرب مع العراق. ومعلوم ان 480 دبابة من أصل نحو 1600 تملكها ايران، هي من طراز"تي 72"الروسية الصنع، لكن هذه المدرعات عرضة للعطب وتعاني مشكلات رئيسية في التشغيل، بحسب الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية أنتوني كوردسمان. وتعتمد طهران حالياً على صناعاتها العسكرية لانتاج دبابات ومدرعات ومدفعية حديثة، لكن نجاحها"غير متوقع أبداً". ومشكلة التحديث تنسحب أيضاً على القوات الجوية الايرانية التي تملك أسطولاً"عجوزاً"من نحو 300 طائرة اشترى غالبيتها نظام الشاه رضا بهلوي. وتضم هذه الطائرات 25 مقاتلة من طراز"ميغ 29"و12 طائرة"سوخوي 24"الروسية الصنع. ويعود التقدم في تطوير الصواريخ الايرانية الى إطلاق الشاه نهاية السبعينات برنامجاً صاروخياً نشطاً بالتعاون مع اسرائيل، كان أهم ثمراته بناء منشأة لتركيب الصواريخ قرب سيرجان وسط البلاد. وبدأت ايران تطوير صواريخ في أعقاب الحرب مع العراق 1980-1988 وركزت بداية على تطوير أنظمة مدفعية وصاروخية بعيدة المدى وصواريخ أساسية، ثم طورت أنظمة نقالة ومضادة للطيران مثل"ميساغ 2"، ثم أعادت هيكلة برنامجها الصاروخي عام 2000. واليوم، تشمل الترسانة الايرانية صواريخ"شهاب 1"مداها 285-330 كيلومتراً و"شهاب 2"500-700 كيلومتر و"شهاب 3"1000- 1350 كيلومتراً و"زلزال 3"1500 كيلومتر و"شهاب 3د"أكثر من 1500 كيلومتر - قادر على ضرب اسرائيل و"شهاب 4"1800-2000 كيلومتر و"شهاب 5"قد يصل مداه الى 4 آلاف كيلومتر في مرحلته الثالثة و"شهاب 6"قد يصل مداه الى عشرة آلاف كيلومتر. ولا يزال التقدم الايراني في صنع الصاروخين الأخيرين موضع تكهنات الخبراء، خصوصاً"شهاب 6"الذي يشكل تهديداً مباشراً لأمن الولاياتالمتحدة، اذ قد يصيب شواطئها. ومعظم هذه الصواريخ نسخ معدلة من طرازات كورية شمالية وروسية. وبسبب التنوع العرقي والديني والطائفي في الجيش الايراني، تنحصر السيطرة على الترسانة الصاروخية ب"الحرس الثوري"الخاضع لسيطرة المرشد علي خامنئي. وتملك بحرية"الحرس"40 طائرة خفيفة للمهمات الخاصة وعشرة قوارب للدوريات من طراز"هادونغ"مزودة صواريخ من طراز"سي 803". كما تملك صواريخ مضادة للسفن تطلق من على الشاطئ، تجري تجارب روتينية عليها. ولدى البحرية أيضاً ثلاث غواصات وسبع سفن حربية تشارك غالباً في مناورات، كما لديها قدرات برمائية كافية لنقل قوات الى مرافئ أو جزر أو منشآت مائية غير محمية، لكنها لا تتدرب على انزالات برمائية هجومية بالمعنى المتعارف عليه. شبكة في جنوبلبنان في لندن، نشرت صحيفة"ذي دايلي تلغراف"امس، أن إيران أقامت شبكة تجميع معلومات استخباراتية معقدة في جنوبلبنان لتحديد أهداف في شمال اسرائيل في حال وقوع مواجهة عسكرية بسبب الازمة النووية. ونقلت عن قادة عسكريين اسرائيليين ان إيران"أنفقت ملايين الجنيهات الاسترلينية لدعم حليفها الوثيق"حزب الله"لاقامة شبكة من أبراج السيطرة ومحطات المراقبة على طول الحدود الاسرائيلية - اللبنانية، وأن بعض هذه الابراج يقع على مسافة تقل عن 100 ياردة عن مواقع الجيش الاسرائيلي". ونسبت إلى ضابط اسرائيلي"رفيع"قوله ان"المنطقة صارت جبهة جديدة لإيران مع اسرائيل".