استغرب مسؤولو شركة"السلام للنقل البحري"المالكة للعبّارة الغارقة"السلام 98"ملابسات اختفائها، واعتبروا أن"هناك حلقة مفقودة في تفاصيل الاختفاء"، لا سيما أن العبارة"مجهزة بتقنيات استغاثة حديثة للغاية، لا تحتاج إلى تدخل بشري لإطلاقها". وتعمل"السلام 98"التي غرقت في البحر الأحمر وعلى متنها أكثر من 1400 راكب، منذ العام 1996 في نقل البضائع والركاب بين مينائي سفاجا المصري وضبا السعودي، بمعدل رحلتين أسبوعياً،"من دون أن تواجه أي مشكلات"، بحسب مدير العمليات في الشركة أندريا أودوني. وقال مستشار الشركة ماهر سعيد، وهو لواء بحري متقاعد، ل"الحياة"، إن"اختفاء العبارة بهذه الطريقة غريب جدًا. لا بد أن هناك حلقة مفقودة". ويضيف:"كان آخر اتصال لنا بالعبّارة بعد مغادرتها ميناء ضبا بنحو 40 دقيقة. اتصلت وقتها بمكتبنا في ميناء سفاجا لتبليغ كشوف الركاب، وبعدها انقطع الاتصال تماماً ولم نتمكن من الوصول إليها بأي طريقة". ويستبعد سعيد أن يكون السبب عطلاً مفاجئًا أصاب العبارة،"فهي مزودة بمحركين. وإذا تعطل أحدهما، فسيظل الآخر يعمل. وحتى إذا تعطل المحركان، فهي مزودة بأنظمة تسمح لها بالطفو". ولفت إلى أن العبارة التي يبلغ اجمالي حمولتها 11779 طناً وتستطيع نقل حمولة تصل الى 1487 طناً،"مجهزة بوسائل اتصال حديثة للغاية عبر الأقمار الاصطناعية، وكذلك أنظمة استغاثة أوتوماتيكية لا تحتاج إلى تدخل بشري، فضلاً عن الأنظمة العادية". وهو لا يجد تفسيراً مناسباً لغرق السفينة، لكن مصادر في ميناء سفاجا عزته إلى الأحوال الجوية السيئة، وارتفاع الأمواج إلى مترين ونصف المتر،"بسبب زلزال ضرب المنطقة البحرية جنوب شرم الشيخ، ما اضطرنا إلى إغلاق الميناء يوم الخميس". ويؤكد أودوني ل"الحياة"أن العبّارة"لم تصبها أي أعطال طيلة فترة عملها، كما أنها تخضع لرقابة هيئة الإشراف والتسجيل الإيطالية وأنظمة التفتيش البحري في مصر والسعودية". وخضعت العبّارة لفحص روتيني للمرة الأخيرة في تموز يوليو من العام الماضي. ولم يسفر الفحص عن تسجيل أي أعطال أو اختلالات.