كررت إسرائيل شروطها الثلاثة للحوار مع حكومة فلسطينية برئاسة"حركة المقاومة الإسلامية"حماس، وابدت ارتياحها لما وصفته ب"بلورة موقف دولي موحد"يرفض التعاطي مع"حماس"، معلنة أنها ستواصل حملتها على الحلبة الدولية لتثبيت مقاطعة شاملة للحركة الإسلامية. من جهته، وصف وزير الدفاع شاؤول موفاز سلوك"حماس"منذ فوزها ب"المسؤول". وأعلن القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أن إسرائيل لن تتنازل أو تساوم في شأن مطالبها المحددة من"حماس"، مشيراً الى أن زعماء في العالم تحادث اليهم"يوافقوننا الرأي ويتفقون معنا". واضاف:"لن تكون هناك مساومة في شأن مطالب إسرائيل من السلطة، وفي مقدمها إعلان صريح من حماس بنبذ الإرهاب وإلغاء ميثاقها والاعتراف بحق إسرائيل في العيش بسلام في حدود آمنة، وأن تقبل الحركة بكل الاتفاقات والتفاهمات الموقعة والتزامات السلطة". وقال انه أجرى أواخر الأسبوع اتصالات عدة مع قادة عدد من الدول والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مشددا على ان إسرائيل تولي بلورة موقف موحد تجاه"حماس"والسلطة أهمية قصوى و"لمست ان المجتمع الدولي يشاطرنا موقفنا". من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني من"استيلاء الحركات الإرهابية على السلطة"، وقالت إنه ينبغي العمل بسرعة لمنع حصول ذلك. وابدت قلقها من احتمال أن يحظى الذراع السياسي ل"حماس"باعتراف بعض الدول وان تجري مع قادتها مفاوضات. وقالت إن إسرائيل ستعمل على ثني المجتمع الدولي عن التمييز بين ذراعي"حماس"العسكرية والسياسية، والتنبه الى محاولة الحركة دمج شخصيات من حركة"فتح"في الحكومة الجديدة لغرض نيل اعتراف دولي بها. موفاز يعطي شهادة حسن سلوك ل"حماس" وقال وزير الدفاع شاؤول موفاز إن المنظومة الفلسطينية تعيش الآن مرحلة"ما بعد الصدمة"، وان السؤال الأهم هو كيف ستتصرف"حماس"، مضيفاً أن الحركة بدت الى الآن"سياسية وتتحلى بالمسؤولية، وبتقديري أنه في المدى القريب ستحاول لجم الإرهاب". وزاد أن بين الأسئلة المطروحة كيف سيتصرف رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن، ومن سيكون رئيس الحكومة الجديدة، ولمن ستخضع الأجهزة الأمنية، ومن سيقف على رأس الجبهة السياسية أمام إسرائيل؟ وأضاف أن"الجهاد ستواصل عملياتها الإرهابية كتحد لحماس التي من الممكن أن تقوم في المرحلة الأولى بلجم الجهاد". وكان موفاز هدد قادة"حماس""بغض النظر عن مواقعهم"باستهدافهم في عمليات اغتيال اذا استأنفت الحركة عملياتها ضد إسرائيل. وقال إن انتخاب الحركة لا يمنحها أي شرعية. واضاف في حديث إذاعي ان إسرائيل"لن تسمح بإعادة العجلة الى الوراء، لكنها لن تتخذ اجراءات من شأنها اضعاف أبو مازن". وتابع انه في حال تبيّن في الأشهر المقبلة، ان ليس هناك شريك فلسطيني للتفاوض"سيتعين علينا أن نأخذ مصيرنا بيدنا وأن تقوم إسرائيل بخطوات تتماشى ومصلحتها الذاتية". المطلوب حذر وتروٍ على صلة، اعتبر رئيس جهاز المخابرات العامة شاباك يوفال ديسكين أثناء تقديمه تقويمات جهازه لفوز"حماس"، إنه من السابق لأوانه الوقوف على معنى فوز"حماس"و"علينا أن نفحص التطورات وفقاً لسلوك السلطة". وقال الوزير نتساهي هنغبي إنه ينبغي على إسرائيل التعاطي مع ما حصل في أراضي السلطة"من منطلق الحذر وضبط النفس"، معتبراً نتائج الانتخابات"محبطة ومقلقة"وأعادت الفلسطينيين عشرات السنين الى الوراء وتعرضهم الى عزلة دولية. ودعا هنغبي وعدد من الوزراء الى عدم تجميد الأموال المستحقة من إسرائيل للفلسطينيين، وقال إنه يجدر الانتظار الى أن تستقر الأمور في السلطة. ورد أولمرت بالقول إن"إسرائيل ستحسم موقفها في الأيام المقبلة، ولن تعلّق تحويل المستحقات للفلسطينيين إذا أيقنت أنها تصل الىعنوان موثوق". نتانياهو: أولمرت لا يفقه في الأمن وتذرع زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو الذي يرى في فوز"حماس"فرصة لاستعادة الشعبية لحزبه من خلال التشدد، بمسألة الأموال المستحقة للسلطة، ليهاجم أولمرت بشدة، معتبراً أن تحويل الأموال ليس سوى تمويل لحكومة برئاسة"حماس"تسعى الى ازالة إسرائيل. وقال إن فوز الحركة يشكل صفعة لإسرائيل ولخطة فك الارتباط عن غزة، داعيا الى استعادة قوة الردع الإسرائيلية وعدم التراجع عن مسار الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل في أراضي الضفة الغربية. وقال نتانياهو أثناء جولة قام بها وأعضاء كتلة"ليكود"البرلمانية في محيط القدسالمحتلة إن تغيير مسار الجدار حول المدينة يدلل الى"عدم خبرة وجهل أولمرت في القضايا الأمنية". وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب يوفال شطاينتس إن تغيير مسار الجدار"يقرّب دولة حماس من القدس ويعرض حياة الإسرائيليين الى الخطر". بيرتس يتوقع جموداً سياسياً في العامين المقبلين من جهته، توقع زعيم"العمل"عمير بيرتس جموداً سياسياً في العامين المقبلين، ودعا الى استغلاله لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل. وقال في حديث إذاعي أمس إن الجميع متفق في إسرائيل على عدم التفاوض مع"حماس"، وانه ينبغي مواصلة بناء الجدار الفاصل وتعزيز الحماية الأمنية للبلدات القريبة من قطاع غزة:"جميعنا يريد ترسيخ تفوقنا العسكري وخطوطنا الدافعية. يحظر علينا انتهاج سياسة دفن الرأس في الرمال... سيحصل جمود سياسي لمدة عامين على الأقل، وعلينا أن نستغل الفرصة لإعادة بناء المجتمع".