قبل 100 يوم من انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2006 في المانيا قدمت اللجنة المنظمة للبطولة النموذج الرسمي للتذكرة التي تستخدم لدخول المباريات، وشهدت مدينة كايزر سلاوترن على الحدود الغربية لألمانيا والمتاخمة لفرنسا حفلة كبيرة مساء أول من أمس قبل انطلاق المباراة الودية للمنتخبين الاميركي والبولوني، وأعلن نائب رئيس اللجنة المنظمة فولف غانغ نيرسباخ الحدث الكبير، وتقدم شخص يرتدي زي الأسد"غوليو"وهو التميمة الرسمية لكأس العالم 2006 حاملاً حجماً ضخماً للتذكرة. ولن يتمكن أحد من الحصول على تذكرته إلا قبل 8 أسابيع من بدء البطولة للحد من احتمالات التزوير، وهو الخطأ الأكبر الذي يهدد المسابقة العالمية بعد انتشاره في كل البطولات الماضية، ولكن الألمانيين أعدوا أنفسهم لمواجهة هذا الأمر بوضع علامات مائية خاصة على التذاكر، وحددوا أسماء وهويات صاحب كل تذكرة على أحد جوانبها. رئيس اللجنة المنظمة للبطولة الألماني فرانز بيكنباور - وهو أحد علامات كرة القدم على مر العصور - أدلى بتصريحات رائعة عقب الكشف عن شكل التذكرة، وأكد أنه فخور بالشفافية الكاملة التي تحيط عملية توزيع وبيع تذاكر المونديال عبر سلسلة من إجراءات القرعة العلنية على مرأى ومسمع من الجميع وبحضور مندوبين من"الفيفا"والآلاف من عدسات المصورين وكاميرات التلفزيون. وأضاف بيكنباور:"هي المرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930 التي تنفذ اللجنة المنظمة عمليات التوزيع للتذاكر بشكل علني وعادل، وعلى رغم أننا بدأنا التوزيع قبل 15 شهراً بمجموع 2.930 مليون تذكرة، إلا أننا نجحنا في إضافة 140 ألف تذكرة أخرى الى المباريات الأربع والستين من طريق زيادة السعة بتوفير أماكن في المقاعد ذات الرؤية المحدودة في الملاعب، وكذلك تقليل الإجراءات الأمنية التي تحد من استخدام المقاعد القريبة من الأسوار. ومع الزيادة غير المتوقعة ارتفع رصيد كل الدول من المؤهلة إلى النهائيات من 468 الف تذكرة الى 592 ألفًا، ويحصل الاتحاد الألماني المنظم على 276 الف تذكرة إضافية وينال الرعاة 490 الف تذكرة، وينال الاتحاد الدولي 191 الف تذكرة. بيكنباور فاز كلاعب مع المانيا بكأس العالم 1974 في بلاده وكمدرب بالكأس 1990 في ايطاليا، ونال الفضية في 1966 والبرونزية في 1970، ويمتلك ايضاً فضية 1986 كمدرب، وهو الشخص الأوفر في ميداليات كأس العالم على مر العصور. وقال القيصر - كما يطلق عليه الألمانيون -:"سعادتي هائلة عندما قرأت أخيراً في الصحف أن أربعة بين كل خمسة في المانيا متحمسون جداً لتنظيم كأس العالم على ملاعبنا، وان اثنين من كل خمسة يريدون الذهاب لمشاهدة المباريات في الملاعب المختلفة، ولكنني حزين بأننا لن نحقق لهم أمنيتهم في دخول الملاعب، بل ولن نتمكن من توفير أماكن الدخول إلا لشخص واحد من بين كل 20 من أسرة كرة القدم الألمانية، وعددها 6.3 مليون شخص، وليس لدينا في النهاية إلا ثلاثة ملايين تذكرة والمطلوب يزيد على 35 مليون تذكرة، والمشكلة ليس لها علاج، لأننا مرتبطون بسعة محددة للملاعب التي تم تطويرها وزيادة مدرجاتها في السنوات الخمس الأخيرة. وسيضمن كل من يدخل الى الملعب الحصول على اكبر قدر من الخدمة والراحة والمتعة، وسنوفر لهم قبل المباريات استعراضات متنوعة تشيع السعادة بين الجميع وتسهم في تطوير الروح الرياضية العالية تحت شعار البطولة وهو"هيا نصنع أصدقاء جدداً". والبث التلفزيوني سيكون فريداً ايضاً وفريق العمل الذي يرأسه الفرنسي فرانسيس تيليه قام بعشرات الزيارات والتجارب للملاعب المختلفة، وسنوفر له كل الإمكانات لوضع 280 كاميرا - وهو رقم قياسي في تاريخ المونديال - لتقديم 41 الف ساعة من البث عبر المباريات والبرامج المختلفة طوال مدة البطولة. وتشير الإحصاءات المبدئية إلى ان 35 بليون نسمة سيشاهدون مباريات كأس العالم، وان أكثر من بليون نسمة سيتابعون المباراة النهائية وحدها. واضاف بيكنباور:"نحن نعرف جيداً ان مسابقة كأس العالم ملك للجميع، وليس لألمانيا وحدها، والكل يتعاون معنا بشكل رائع ودقيق، ولا أبالغ إذا أكدت استعدادنا التام لاستضافة البطولة والمنتخبات والجماهير على أعلى مستوى بنسبة 100 في المئة وعنصر الأمن لا يشغلنا ولا يخيفنا، ووزير الداخلية الألماني أعلن عن الأسلوب النموذجي لضمان سلامة الملاعب ووسائل النقل والإقامة، وامتلكت الوزارة عبر لجانها المختلفة سلطات التفتيش والبحث عن كل شخص يتقدم للحصول على تذكرة من اللجنة المنظمة أو الحصول على بطاقة إعلامية، وتمتلك الوزارة حق منع أي شخص أو رفض البطاقة مع تقديم الدليل الدامغ على أسباب الرفض. ولعل في تلك الترتيبات ما يفسر الزيادة الملحوظة التي شهدتها سعة الملاعب أخيراً وانعكست على عدد التذاكر المطروحة للبيع أمام الجمهور". وأنهي بيكنباور تصريحاته باسماً:"بالطبع نسبة الأمان الكاملة غير موجودة في أي زمان أو مكان في العالم، ولكننا نسعى إلى الأفضل باستمرار. ونسبة فوز منتخب ألمانيا للقب ليست كبيرة أيضاً ولا أبالغ إذا قلت إن منتخب البرازيل حامل اللقب هو الأقوى جداً في الوقت الحالي، ولكن الجماهير الألمانية قادرة على زيادة فرص منتخبنا خلال النهائيات.