أصيب الشارع الرياضي في الامارات بخيبة الأمل، بعدما قرر المدرب الفرنسي برونو ميتسو ترك نادي الغرافة القطري والرحيل لتدريب اتحاد جدة السعودي, رافضاً قبول العرض المغري الذي تلقاه من الاتحاد الاماراتي لكرة القدم لقيادة منتخبه حتى انتهاء بطولة منتخبات الخليج التي ستقام في ابوظبي ودبي خلال العام المقبل. وبات كثير من انصار المنتخب الاماراتي يلقون باللائمة على اتحاد الكرة في بلادهم، الذي لم يفلح في تحويل صفقة الداهية الفرنسي من جدة الى أبوظبي، التي كانت تنتظر مدرباً قديراً في خبرة برونو ميتسو لقيادة المنتخب "الأبيض"في المنافسات المقبلة، خصوصاً أن المدرب المخضرم خير من يعرف اللاعبين الاماراتيين وخبايا البطولة المحلية، بحكم تجربة ناجحة خاضها قبل نحو ثلاثة مواسم مع العين، انتهت بتتويج"البنفسج"بلقب بطل دوري الأبطال الآسيوي للمرة الأولى في تاريخ الفرق والأندية الإماراتية عموماً. وزاد من حنق جماهير كرة القدم الاماراتية على مسؤولي الاتحاد المحلي ما نشرته غير صحيفة عن أن برونو ميتسو سيترك الغرافة القطري لتدريب المنتخب الاماراتي، اعتباراً من حزيران يونيو المقبل, باعتبار أن مفاوضات سرية قادها مسؤولو اتحاد الكرة، انتهت بموافقة المدرب الفرنسي على تولي مهمة تدريب منتخبهم في انتظار انتهاء موسم بطولات كرة القدم في قطر. بيد أن أنصار الامارات أصيبوا بالصدمة عندما نجح مسؤولو اتحاد جدة في التعاقد مع ميتسو قبل أن تنتهي مهمته مع الغرافة القطري. ويؤيد متابعون كثر، في الشارع الاماراتي، الرأي الذي يرجح أن تمطر السماء ألقاباً في الأرض التي يطأها برونو ميتسو قياساً على إنجازاته السابقة مع المنتخبات والأندية الأوروبية والأفريقية والآسيوية وقدرته على تحويل الاخفاق المتواصل الى إنجازات، من طراز الفتح الذي حققه خلال توليه مهمة تدريب المنتخب السنغالي في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. ما يفسر حرص الشارع الرياضيي الامارات على التعاقد مع الداهية الفرنسي على رغم مزاجه الحاد وطباعه المتقلبة. ويمتلك الفرنسي برونو ميتسو سجلاً حافلاً في عالم التدريب، خصوصاً في القارتين الصفراء والسمراء، حتى أنه ارتبط بصلة وثيقة مع منصات التتويج في كل المحطات التي مر بها. وهو بات يمثل مادة مفضلة لوسائل الإعلام في كل الاوقات، بداعي السمعة الطيبة التي يحظى بها والمكانة العالية التي انتزعها من خلال الانتصارات اللافتة التي أحرزها مع الفرق التي أشرف على تدريبها, وارتفعت اسهم ميتسو 49 عاماً بشكل لافت بعد قيادته منتخب السنغال الى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه، بتصدر المجموعة الحديدية التي ضمت الى جانبه منتخبات المغرب ومصر والجزائر، وبدأ ميتسو الاشراف عليه في نوفمبر2000. وفي النهائيات، صنع ميتسو من المنتخب السنغالي قوة عظمى بقيادته الى الفوز على منتخب بلاده فرنسا، وبلوغ ربع النهائي قبل ان يخسر بصعوبة امام تركيا صفر1 بالهدف الذهبي، وقبل أن يترك ميتسو السنغال ليواصل نجاحاته في الامارات بقيادته العين إلى منصة التتويج الآسيوية بالفوز بدوري أبطال الأندية في العام 2003, وانتقل للتدريب في الدوري القطري فأعاد الغرافة الى عهد الانجازات مجدداً، وقاد الفريق الى الفوز بالبطولة المحلية للمرة الرابعة في تاريخه. وعلى رغم شهرة برونو ميتسو كمدرب خبير ومحنك, إلا أنه لا يملك سجلاً ناصعاً كلاعب، إذ دافع عن الوان نيس الفرنسي واندرلخت البلجيكي، ثم بدأ مهمته التدريبية بالاشراف على منتخب غينيا قبل ان يحط رحاله في السنغال. وعرف عن برونو ميتسو أنه خير مدرب يشتم رائحة الانجازات، وأمهر من يعرف دروبها, من خلال عدم مغامرته بالتعاقد مع منتخب أو نادٍ لا يمتلك أدوات الوصول الى منصات التتويج بسهولة، ما جعله يرفض عروضاً مغرية لتولي مهمة تدريب منتخبات أفريقية وآسيوية لم يكن واثقاً أن بإمكانه قيادتها الى تحقيق إنجاز لافت. وأرجع متابعون كثر قرار المدرب الفرنسي بالرحيل الى اتحاد جدة الى ثقته بأن قيادة الفريق السعودي الى تحقيق غير انجاز في الموسم الحالي ستكون مهمة سهلة قياساً على مطالبة أنصار المنتخب الإماراتي بانتزاع كأس الخليج للمرة الأولى، والمنافسة بقوة للحصول على نتائج باهرة في كأس الأمم الآسيوية المقبلة 2007, وهو ما يرى ميتسو أنه أمر يتطلب الكثير من العمل ومهمة غير محمودة العواقب في وجود انتقادات دائمة من الإعلام المحلي لمدربي منتخب الامارات.