استمرت التجاذبات بين الأطراف العراقية إزاء المطالبة بفتح حوار بين الولاياتالمتحدةوايران حول العراق في ظل اصطفاف سياسي بات واضحاً مع تأييد أحزاب شيعية لذلك وانضمام الرئيس العراقي جلال طالباني الى هذا التأييد في مواجهة معارضة جهات أخرى بينها جبهة"مرام"المعارضة لنتائج الانتخابات التشريعية. وجاء في بيان صادر عن مكتب طالباني أمس ان الرئيس العراقي يؤيد الدعوة التي وجهها زعيم"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم الى ايران بإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة لحل خلافاتهما بشأن العراق وسبل استقراره ل"صالح"الشعب العراقي. ونقل البيان عن طالباني قوله: - وقال طالباني ان"خطوة فتح الحوار الاميركي - الايراني كان قد بدأها الدكتور احمد الجلبي وحصلت الموافقة المبدئية من جانب ايران في زيارتي لطهران قبل أشهر. وأكدنا ضرورة فتح مثل هذا الحوار. وووافق الجانب الايراني على ذلك بشرطين أحدهما أن تكون المحادثات سرية وأن يتم بحث جميع المشاكل العالقة بين ايران وأميركا، وأن لا تقتصر على مناقشة المشاكل التي تخص العراق فحسب". لكن موقف طالباني حيال هذه المسألة بدا في ختام لقائه ممثلي الكتل البرلمانية أمس حيادياً، بمعنى انه لم يرفضها كما انه لم يؤيدها. وقال:"قناعتي هي ان مشكلة العراق اصبحت دولية ... واذا كان هذا العمل يخدم العراق وسيادته واستقلاله ... شرط ان لا يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية ويخدم الامن والاستقرار ويمنع تسلل الارهاب". من جانب آخر كشفت اوساط رفيعة في مكتب الحكيم ل"الحياة"ان هناك توجهاً لحوار رباعي عراقي ايراني - اميركي - بريطاني حول العراق. وقالت هذه الاوساط انه في المرحلة الاولى سيتبلور حوار اميركي - ايراني على ان ينضم اليه لاحقاً الجانبان العراقي والبريطاني. وأوضحت ان"هناك مشاكل ايرانية بريطانية في جنوبالعراق، وعلى البريطانيين ان يتحدثوا مباشرة الى الايرانيين، خصوصاً ان بين الملفات العالقة التي سيناقشها الاميركيون والايرانيون الاتهامات المتبادلة بين القوات البريطانية الموجودة في المحافظاتالجنوبية والحكومة الايرانية". وتابعت ان الايرانيين يتهمون القوات البريطانية بإثارة النعرات القومية والطائفية في مناطق الاهواز فيما يتهم البريطانيون بدورهم الايرانيين بدعم ميليشيات مسلحة ونقل اسلحة اليها. وكان رئيس مجلس الأمن القومي الايراني علي لاريجاني أعلن الخميس الماضي، رداً على دعوة الحكيم، ان بلاده على استعداد للتحدث مع الاميركيين حول العراق. وأعلن السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد قبل اسبوع استعداده للبحث مع ايران في الخلافات بينهما حول العراق وقال:"أبلغت الايرانيين بأننا على استعداد لنبحث معهم خلافاتنا حول العراق". واستنكرت جبهة"مرام"، التي تضم قوى سياسية عراقية شيعية وسنية، المطالبة بفتح الحوار بين ايرانوالولاياتالمتحدة حول العراق من دون مشاركة اطراف عراقية، معلنة في بيان ان"العراق ليس ساحة للمساومات الدولية". ووصفت الجبهة هذه المطالبة بأنها"تصرفات غير مسؤولة ... والقوى السياسية في البلاد تعتبر ذلك بعيداً عن المنطق وتترتب عليه املاءات تضر بمصلحة العراق والعملية السياسية". ورفضت"التدخل في شؤون العراق الداخلية رفضا قاطعا من كافة الجهات الاجنبية". وقالت ان"العراق ليس ساحة للمساومات السياسية لحل المشاكل الدولية"، مرحبة"بأي مبادرة لصالح العراق ووقف نزيف الدم مع ضرورة اشراك القوى الوطنية العراقية بالحوار". وطالبت الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي"والدول العربية بموقف صريح وواضح ازاء ما يمر به العراق حالياً". وتضم جبهة"مرام"، وهو الاسم المختصر لمجموعة القوى الرافضة لنتائج الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة، كل القوى السياسية العراقية باستثناء"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي والتحالف الكردستاني، وهي"القائمة الوطنية العراقية"بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي 25 مقعداً في البرلمان ولائحة"التوافق العراقية"بزعامة عدنان الدليمي وتضم"الحزب الاسلامي العراقي"و"مؤتمر اهل العراق"و"مجلس الحوار الوطني"44 مقعدا و"الجبهة العراقية للحوار الوطني"بزعامة صالح المطلك 11 مقعداً وهيئات اخرى فشلت في الانتخابات التشريعية. في المقابل، قال همام حمودي العضو البارز في قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"برئاسة الحكيم ان"الحوار بين ايرانوالولاياتالمتحدة مبادرة عراقية هدفها صالح العراق الذي يجب ان يكون بمنأى عن الدول الاخرى". واضاف"اجتمع السفير الاميركي في بغداد مع العديد من مسؤولي دول الجوار باستثناء ايران، لذا وجدنا من الضروري ان تكتمل هذه الدائرة عبر اللقاء بين الطرفين". واكد ان هدف المطالبة بالحوار"الحفاظ على حدود العراق بمساهمة جميع دول الجوار ... لابعاد العراق عن النزاعات". كما اعرب حمودي عن استغرابه من تخوفات بعض القوى السياسية حيال المطالبة بالحوار قائلا"لا اجد تفسيرا لتخوفات البعض سوى انهم ينطلقون من وهم وليس من واقع ... من الاجدر بهم ان يفهموا هذه المبادرة ويقدروها لانها لصالح العراق".