أدلى سكان بيلاروسيا بأصواتهم في انتخاب رئيس للجمهورية السوفياتية السابقة، ويرجح فوز الرئيس ألكسندر لوكاتشينكو بولاية جديدة، في مواجهة معارضة ليبرالية قوبل تعهدها بالتصدي لأي محاولة لتزوير النتائج، بحملة دهم واسعة شنها جهاز الاستخبارات كي جي بي ضد رموزها. ويتنافس لوكاتشينكو، وهو رئيس سابق لإحدى المزارع الجماعية، على الرئاسة مع ثلاثة مرشحين ينتمي اثنان منهما إلى المعارضة الليبرالية، وأبرزهما ألكسندر ميلينكيفيتش وهو أستاذ للفيزياء. وأدلى لوكاتشينكو بصوته بعد الظهر بالتوقيت المحلي في العاصمة مينسك، فيما اقترع ميلنكيفتش في وقت مبكر بصحبة زوجته في وسط المدينة. وكرر دعوة مؤيديه الى التجمع وسط العاصمة بعد اغلاق مراكز الاقتراع، مثلما فعل المحتجون على التلاعب في الانتخابات خلال"الثورة البرتقالية"في أوكرانيا عام 2004. ورفض زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الكسندر كوزولين 50 سنة فكرة ثورة الشوارع لكنه دعا إلى احتجاجات سلمية بعد انتهاء التصويت. وتؤيد معظم جماعات المعارضة ميلنكيفتش الذي تحدى موظفوه الاعتقال والغرامات كي ينظموا تجمعات حاشدة شهدت إقبالاً جيداً. في غضون ذلك، دهم ضباط الشرطة السرية كي جي بي في ساعات الصباح الأولى شقة أليكسي ميخاليفيتش في العاصمة مينسك، وهو عضو بارز في"جبهة شعب روسيا البيضاء"المعارضة لحكم لوكاتشينكو، وصاردوا كتيبات معلومات وتردد أنهم هددوا ميخاليفيتش برد عنيف إذا استمر في مناهضته لحكم لوكاتشينكو. وأفاد مسؤول في الحزب المعارض إن ضباطاً اعتقلوا عشية الانتخابات"أكثر من عشرة"من الطلاب الناشطين ممن لهم علاقة بالجبهة، وهي إحدى المنظمات القليلة التي تتظاهر ضد لوكاتشينكو. ولم تسجل حوادث خلال الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها من طريق البريد أكثر من 20 في المئة. واتهم معارضو الحكومة لوكاتشينكو بأنه أمر باستخدام نظام التصويت من طريق البريد على نطاق واسع لإخفاء التلاعب في النتائج لمصلحته. ورفض لوكاتشينكو تهديدات الغرب بفرض عقوبات على بلاده في حال فوزه في الانتخابات من طريق التزوير. واستدعت وزارة الخارجية أول من أمس سفيري ألمانيا ولاتفيا لتسليمهما مذكرة رسمية تشتكي فيها مينسك من"تدخل"الاتحاد الأوروبي في العملية الانتخابية في البلاد. وكان ميلينكيفتش دعا إلى تظاهرات حاشدة في وسط مينسك بعد إغلاق مراكز الاقتراع مساء أمس، احتجاجاً على التزوير المتوقع. وساند لوكاتشينكو تهديدات رئيس جهاز الاستخبارات ستيفان سوكورينكو الذي وعد بالحكم على المتظاهرين بالإعدام أو سجنهم مدى الحياة وشبههم ب"الإرهابيين". وتولى اكثر من 1200 مراقب دولي مراقبة الانتخابات. في غضون ذلك، شن لوكاتشينكو هجوماً شخصياً حاداً على نظيره الأميركي جورج بوش في رد على التهديدات الأخيرة التي أطلقتها واشنطن بفرض عقوبات على بلاده، واتهام البيت الأبيض نظام لوكاتشينكو في تقرير بكسب مئات الملايين من الدولارات من بيع الأسلحة إلى"إرهابيين". وقال لوكاتشينكو:"إنه جورج بوش الإرهابي الرقم واحد على كوكبنا".