عندما يكون حب الوطن هاجسك، وخدمة الناس غايتك، والسير باتجاه الغد الأفضل هدفك الأسمى، فلن يستطيع احد أن يسائلك او يتهمك أمام نبل طموحاتك وشرعية مطالبك اللهم الا الجاهل العاجز. كلمات قالها في احد الحوارات الصحافية فنان سورية الساخر والجاد معاً، ياسر العظمة الذي يستحق منا بكل تأكيد اهتماماً أكبر وتقديراً أوسع وأشمل لدوره المهم الذي يلعبه في حياتنا. وياسر العظمة ليس مجرد ممثل قدير، انه ايضاً كاتب اختار لمعظم اعماله ان تأتي ملتصقة بهموم الناس بما تحويه من مواضيع اجتماعية وثقافية وسياسية تهم مختلف شرائحهم. وهو فنان يرحب بالتعاون معه في هذا الاتجاه ويقدم له بعض الكتاب السوريين افكاراً تصلح للمسلسلات، كذلك يتعاون معه الكاتب نور الدين الهاشمي والهدف هو تقديم اعمال تحمل هماً عربياً عاماً وهماً سياسياً عاماً. ويقول ياسر العظمة انه ما دامت هناك حياة فهناك دائماً قصص من كل الناس ولكل الناس. في"مرايا"يعرض ياسر العظمة صوراً من حياة الناس بأسلوب ساخر وبقلم ناقد يدين سلبيات حياتهم التي تظهر من خلال حركة الحياة الدائمة. كانت بداية"مرايا"التي تقدمها الآن الفضائيات العربية، عام 1984. وعندما نجحت وقع صاحبها ياسر العظمة في حيرة شديدة، اذ ماذا سيفعل بعد هذا النجاح وكيف سيسخره لخدمة الناس وهو الفنان الناقد؟ وكان جوابه عن السؤال انه لا بد من ان يقدم الأجود والأنفع. هكذا قال ياسر العظمة لنفسه:"عليّ أن احترم معارف الناس وذكاء المشاهد وألا أقع في التوجيه المباشر او أمارس الوعظ الممجوج او أجرهم الى مواقع الابتذال أو أثير ما لا يستطيعون الجهر به إما لخوف مزعوم أو لضعف في التعبير او لاعتيادهم اطباق الفم عن جهل أو تخاذل". ويضيف ياسر العظمة:"عليّ أن اسليهم وامتعهم مازجاً الفائدة والهدف بالدعابة وخفة الطرح، وعليّ أن انتصر للمظلوم الضعيف وان انقل صوته المبحوح الى آذان القوى المتصامة". هكذا يفهم ياسر العظمة، بصدق الفنان الحقيقي، رسالة الفن ونبل اهدافه. انه فنان لا بد من ان يكون جاداً كي يصنع الكوميديا الساخرة التي تنفع الناس. في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون حصل ياسر العظمة ثلاث مرات على جوائز المهرجان من خلال اعماله مثل"مرايا"وپ"حكايا"وپ"شوفوا الناس"وپ"رحلة المشتاق"وپ"عودة القدس"وپ"حب وشتاء"وپ"بصمات على جدار الزمن". إن اجهزتنا الإعلامية مطالبة بأن تستفيد اقصى استفادة من فكر وفن مثل هذا الفنان الذي يقول عن نفسه بكل تواضع:"وما زلت اجتهد!".