أكد الرئيس اللبناني اميل لحود انه مؤتمن على الدستور واذا ترك الرئاسة اليوم يصبح خائناً، مشيراً الى ان هناك حالتين فقط لمحاكمة رئيس الجمهورية بحسب الدستور وهما الخيانة العظمى وخرق الدستور. وقال:"عندما يجدون انني ارتكبت الخيانة العظمى أو خالفت الدستور فليحاسبوني". واعتبر لحود في حديث الى برنامج"حوار مفتوح"على قناة"الجزيرة"بثته امس انه من اكثر المتضررين من اغتيال الرئيس الحريري،"وانا اعتبر ان الذي اغتاله هو ضد لبنان بدرجة أولى وضد اميل لحود بدرجة ثانية". كما أكد ان ما من مرة كان هناك خلاف شخصي بينهما بل الخلاف"كان في رؤية كل واحد منا المختلفة الى مصلحة الدولة". ودعا الى إزالة"عقلية الثأر"التي تحرك النائب سعد الحريري، مؤكداً ان لا وجود لمشكلة شخصية معه ومعتبراً ان مطالبة الحريري له بالتنحي"على اعتبار انه يثأر"لوالده"خطأ كبير". وقال:"عليهم معرفة الحقائق ونحن نطالب بالحقيقة وبعدها نتكلم". ودعا لحود الى"وقف استغلال دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الامور السياسية والنظر الى مصلحة لبنان العليا"، مؤكداً وجوب انتظار نتائج التحقيق في الجريمة الذي تجريه لجنة التحقيق الدولية. وجدد تمسك لبنان بضرورة استجواب القضاء اللبناني للشاهد محمد زهير الصديق الموجود في فرنسا. وعن الحملة الداخلية التي تدعو الى رحيله سأل:"ماذا فعل لكم اميل لحود سوى انه قال بوجوب الدفاع عن وطننا حتى اخر شبر وعدم احناء رأسنا لأحد". واضاف:"هل يحق لسمير جعجع ان يطالب بتنحي رئيس الجمهورية ونحن نعلم تاريخه وهو المحكوم بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي وجرائم اغتيال المرحوم داني شمعون مروراً بالزايك والمرحوم طوني فرنجية وعائلته وإعدام الضباط على الحائط؟". وقال:"أنا لا توجد نقطة دم على يدّي لذا يحق لي ان أتكلم". وعن اتهامه بأنه رمز النظام الامني اللبناني - السوري لفت الى ان"اعضاء الاكثرية النيابية اليوم كانوا يمضون اوقاتهم في سورية وكانوا يزورون دمشق اكثر مني بكثير". وقال ان النائب وليد جنبلاط"كان يتكلم الى غازي كنعان ليتوسط بينه وبيني وهو كان وسط الحقبة السورية". ونفى لحود وجود ازمة حكم على مستوى رئاسة الجمهورية، معتبراً ان اطراف الحوار ينظرون الى عبارة"ازمة حكم"كل من منظار مختلف. واذ رفض الحديث عن موضوع التنحي لئلا يتهم بالمناورة، أكد انه باقٍ في منصبه. وشجع كل تحرك عربي هدفه التقريب بين الدول العربية،"لكن اذا كان كل شخص يريد ان يبقى ممسكاً بمصالحه الشخصية ويطالب برأس اميل لحود وبعدين منحكي... ما راح يمشي الحال". وشدد على أن لبنان دولة عربية"يجب ان تكون منسجمة مع كل الدول العربية خصوصاً مع سورية على رغم كل ما حصل". وتوجه لحود الى الاكثرية النيابية بالدعوة الى اجراء انتخابات جديدة"اذا كانوا غير خائفين فيظهر عندها من يتمتع بالاكثرية وتظهر رغبة النواب في من يريدون أن يكون رئيساً للجمهورية"، معتبراً انه"اليوم مع تغير التحالفات لم يعودوا يتمتعون بالاكثرية". ورأى ان النائب ميشال عون"بامكانه ان يكمل العمل الذي بدأناه لأنه من المدرسة العسكرية نفسها ويلتزم كلمته ويكافح الفساد". وأكد انه طالب بفتح"بنك المدينة"مشيراً الى ان"سياسيين كثر من الذين يزايدون اليوم ومنهم مسترئسون لهم علاقة ببنك المدينة واخذوا اموالاً منه". وأكد انه لا هو ولا أحد من افراد عائلته له علاقة بالمصرف المذكور. وعلى صعيد الحوار الوطني أكد لحود انه"كان السبّاق في التمسك بالقرارات التي اتخذت في جلسات الحوار ومنها لبنانية مزارع شبعا وعدم توطين الفلسطينيين في لبنان". ورأى ضرورة حصول حوار مع الفلسطينيين حول السلاح خارج المخيمات وداخلها على أساس ازالة هواجسهم ومخاوفهم من حصول تعديات عليهم. وأكد انه مع بقاء سلاح المقاومة"حتى ينتهي النزاع مع اسرائيل وتتحقق عودة الفلسطينيين الى بلادهم"، وسأل:"لمصلحة من علينا ان ننزع سلاح المقاومة؟ هل لمصلحة اسرائيل لكي ترتاح وتطمئن الى وضعها فتمارس الضغوط علينا وتصل الى بيروت كما حصل في العام 1982". وأشاد بحكمة البطريرك الماروني نصرالله صفير، معتبراً انه"لا يريد الآن التدخل في مسألة اختيار اسماء لرئاسة الجمهورية لأنه يفكر في مصلحة لبنان وليس في الاشخاص وكل ما يريده هو ان يبقى لبنان مستقراً وآمناً". وأكد ان العلاقات اللبنانية - الفرنسية متجذرة عبر التاريخ، ورأى ان موقف الرئيس جاك شيراك حياله"ينطلق من حساباته الشخصية"، معتبراً انه"يتدخل في شؤون لبنان الداخلية".