تستمر أزمة حصول حزب العمال البريطاني الحاكم على ملايين الجنيهات كقروض غير معلنة من مؤيدين أثرياء، وبرز دور اللورد ليفي الذي يصنف"جامع التبرعات الشخصي"لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وباتت أزمة"قروض غيت"على غرار"ووترغيت"تمثل واحدة من أكبر الفضائح التي واجهت بلير، بعدما شنت وسائل الإعلام البريطانية هجوماً عنيفاً على حزب العمال للجوئه إلى هذه القروض التي حصل بعض مانحيها على مزايا سياسية مثل عضوية مجلس اللوردات. ويتوقع أن تستهدف الأزمة بلير شخصياً باعتباره المسؤول الأول عما حدث. ويعرف المحاسب السابق اللورد ليفي بأنه"دفتر شيكات حزب العمال". وأقر بلير انه"لولا التبرعات التي جمعها اللورد ليفي، لخسرنا على الأرجح الانتخابات الأخيرة". وكشفت الصحف البريطانية أن اللورد ليفي، وهو مبعوث بلير إلى الشرق الأوسط، نظم عمليات سرية لجمع القروض تتراوح قيمتها بين 3 ملايين إلى أربعة ملايين جنيه استرليني، قبل فترة قصيرة من الانتخابات البرلمانية في بريطانيا السنة الماضية. وكان جمع قبل ذلك الملايين لمصلحة الحزب. واعتبرت الانتخابات الأخيرة الأكثر تكلفة في تاريخ الحزب بسبب حجم الدعاية والحملات المنظمة التي أطلقت. ورأى نائب الزعيم السابق للعمال اللورد هاتزلي أن الحزب تصرف بطريقة مشينة بسبب هوسه بالمال. ومنح بلير ليفي لقب لورد بعد فوز حزب العمال الساحق في انتخابات عام 1997 اعترافاً بفضله في تمويل حملة رئيس الوزراء. وذكرت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية أن اللورد ليفي يعتبر رجلاً موهوباً لتمكنه من"عصر شيكات من خارج محافظ الأثرياء"للتبرع لحزب العمال. ويقيم اللورد حفلات عشاء في عطلات نهاية الأسبوع في منزله الفاخر في شمال لندن، يحضرها كبار رجال الأعمال وديبلوماسيون وشخصيات بعضها من رجال الإعلام والنجوم الفنية. ويتمكن اللورد ليفي بعدها من جمع التبرعات والمساعدات المالية الكبيرة للحزب. وتقلص نشاط اللورد ليفي خلال السنوات الأخيرة، لأنه يتردد أن بعض الدول العربية تبدي ولو على نحو غير معلن عدم ارتياحها لدور هذا اللورد، بينما تتعامل معه فقط بسبب نفوذه على بلير كما قيل. وهو يملك منزلاً فاخراً في إسرائيل وعمل نجله دانييل في مكتب وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين وكذلك في مكتب إيهود باراك عندما كان رئيساً للوزراء.