سلطت الاضواء في لندن امس على الدور الديبلوماسي الواسع النطاق الذي اضطلع به مبعوث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الشرق الاوسط اللورد ليفي بعد نشر تفاصيل عن اتصالاته في المنطقة وفقاً لقانون حرية المعلومات في بريطانيا. وذكرت صحيفة"فاينانشال تايمز"البريطانية التي حصلت على هذه المعلومات بناء على طلبها ان اللورد ليفي قام باكثر من 75 زيارة الى المنطقة منذ عام 1999 بوصفه مبعوث بلير الشخصي وعلى نحو يعكس سعة اتصالاته وعلاقاته مع مختلف اطراف النزاع في الشرق الاوسط. ومن الجدير بالذكر ان اللور ليفي صديق شخصي لبلير يمارس معه لعبة التنس بشكل منتظم وهو ايضاً ابرز الشخصيات في حملات جمع التبرعات لحزب العمال. وعمل نجله دانيال لفترة من الوقت في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك. ويملك اللورد ليفي منزلاً خاصاً في اسرائيل. وقام ليفي بزيارات الى المنطقة اكثر من وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. وتوضح الصحيفة ان زيارات ليفي للمنطقة تثير التساؤلات بين الديبلوماسيين لانها تؤكد كيفية سيطرة مكتب رئيس الوزراء على مجالات حساسة في الشؤون الخارجية مثل الشرق الاوسط. وهذه المرة الاولى التي تنشر فيها تفاصيل عن برامج وارتباطات اي مسؤول كبير في بريطانيا وفقاً لقانون حرية المعلومات الذي بدأ سريان مفعوله في اول كانون الثاني يناير الماضي. وتشير التفاصيل الخاصة بمواعيد واتصالات اللورد ليفي الى انه قام بزيارات التقى فيها زعماء مصر والاردن وسورية واسرائيل وفلسطين وزعماء عرب آخرين. وكان التقى خمس مرات مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في فترة لا تزيد عن عام واحد وذلك قبل وفاة الزعيم السوري في كانون الثاني يناير 2000. إلا أن السجلات التي نشرت لا توضح وجود أي مقابلات بين اللورد ليفي والرئيس بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم. وكان اللورد ليفي شارك في الجهود الرامية الى إحياء عملية السلام الرامية لحل الصراع العربي - الاسرائيلي. وتوضح السجلات انه التقى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أكثر من 11 مرة وكان آخرها في ايلول سبتمبر عام 2003. والتقى اللورد ليفي في المقابل عدداً كبيراً من كبار المسؤولين الاسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزراء خارجية تعاقبوا على تولي هذا المنصب في اسرائيل. وتوضح السجلات أيضاً انه التقى الرئيس المصري حسني مبارك مرات عدة. و اللورد ليفي رئيس الوزراء بلير خلال زيارته الأخيرة لاسرائيل والأراضي الفلسطينية في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأشارت الصحيفة الى أنه يعرف الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس أبومازن منذ عدة أعوام. وكان اللورد ليفي التقى بلير للمرة الأولى في حفلة عشاء في عام 1994، وهو من أصحاب الملايين ومسؤول عن جمع تبرعات لحزب العمال من كبار الرأسماليين ورجال الأعمال الأثرياء. وذكرت تقارير انه تمكن من جمع 12 مليون جنيه استرليني لحملة التبرعات للحزب قبل انتخابات عام 1997 التي أسفرت عن فوز ساحق للعمال. وقرر بلير منذ ذلك التاريخ منحه لقب لورد. وأثار تعيين اللورد ليفي في هذه المهمات الحساسة في الشرق الأوسط جدلاً برلمانياً واسعاً و علامات استفهام بين خبراء في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية.