في وقت بدا ان التباين في وجهات النظر داخل مجلس الامن يحول دون اجماعه على بيان في شأن الازمة الايرانية، أعلن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن"لا عودة"عن البرنامج النووي الذي اعتبره"واجباً وطنياً"، محذراً من ان أي تنازل في هذا الشأن"يعني فقدان البلاد استقلالها، الامر الذي تترتب عليه عواقب وخيمة جداً وسلسلة تنازلات". كذلك حمل الرئيس محمود أحمدي نجاد على الدول الغربية، مقللاً من اهمية أي عقوبات دولية تشمل خصوصاً منع المسؤولين الايرانيين من السفر. وأضاف:"قالوا بين أمور أخرى انهم سيمنعون احمدي نجاد من الذهاب إلى الدول الغربية، أقول لهم لا أرغب في رؤية وجوههم". في المقابل، صعّد الرئيس الأميركي جورج بوش لهجته حيال إيران، معلناً تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ العام 1995، ومتهماً إيران بتزويد"الإرهابيين"مواد لصنع القنابل اليدوية التي تزرع على الطرقات وتقتل عسكريين أميركيين، في اشارة الى العراق راجع ص10. وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن ثقتها بأن مجلس الأمن سيتفق على"رسالة قوية جداً"يرسلها إلى إيران بسبب برنامجها النووي. وتوقعت في إندونيسيا امس، توافقاً كبيراً في الآراء في المجلس، على رغم رفض الصين وروسيا مسودة بيان صاغتها بريطانيا وفرنسا، تدعو إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم، وإلى التعاون بالكامل وفي اسرع وقت، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولمح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الى امكان فرض الغرب حظر تسلح على طهران، اذا فشل مجلس الامن في الاتفاق على موقف"متماسك وحازم"تجاهها. وفي وقت استؤنفت الاجتماعات في موسكو، تمهيداً لاعادة اطلاق المحادثات الروسية - الإيرانية في شأن التخصيب، غمز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من قناة طهران، من دون ان يوفر الغرب من انتقاداته. وقال:"شعرنا بخيبة امل كبيرة من تصرف ايران في المفاوضات وهو لا يساعد الذين يريدون ايجاد وسيلة سلمية لتسوية المشكلة. لدينا مؤشرات متناقضة من طهران، تارة يرفضون وتارة يقبلون". في المقابل ندد بغياب اي"استراتيجية"لدى الدول الغربية في تعاطيها مع الملف النووي الايراني، وقال لصحيفة"فريميا نوفوستي":"بالنسبة الى الاستراتيجية في مجلس الامن ... فهي غير موجودة". ورأى ان اسلوب الدول الغربية"غير مفهوم"، اذ تقول"لنبدأ العمل في مجلس الامن، ولنواصله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتمنت بكين على كل الأطراف تكثيف الجهود الديبلوماسية لحل الأزمة. واعرب الناطق باسم الخارجية الصينية شين جانغ عن الأمل بأن تبدي إيران تعاوناً تاماً مع وكالة الطاقة وتتخذ إجراءات لبناء الثقة من اجل توفير الأجواء المواتية للتوصل الى تسوية من خلال التفاوض.