نجحت المساعي التي اضطلع بها الزعيمان الكرديان، الرئيس العراقي جلال طالباني ومسعود بارزاني، بالتقريب بين العرب السنّة والشيعة. وأكدت جبهة"التوافق العراقية"سنّية أمس موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مجددة رفضها الفيديرالية في وسط العراقوجنوبه. واثر اجتماع ضم قادة الجبهة ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، قال عدنان الدليمي، أحد قادة الجبهة في مؤتمر صحافي:"محادثاتنا ناجحة لأنها تهدف الى حل المشكلة العراقية بالتوافق". وتتواصل المشاورات في منطقة كردستان بين الأطراف العراقية لتشكيل حكومة موسعة في ظل أعمال العنف وأزمة المحروقات. وأكد مصدر امني وقوع 420 هجوماً خلال الأسبوع الماضي، بينها 69 هجوماً ضد مدنيين أدت الى مقتل واصابة 207 أشخاص، فيما بلغ عدد ضحايا العام الماضي 5713 قتيلاً و8378 جريحاً. وتوسعت المشاورات لتشمل، إضافة الى أقطاب الشيعة،"جبهة التوافق العراقية"السنّية، المعترضة على نتائج الانتخابات، وتطالب بتدقيق دولي فيها، ومن ابرز وجوهها عدنان الدليمي وطارق الهاشمي. وأكد طالباني أمس ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية"لا تستثني أياً"من القوائم الأربع الأساسية الفائزة في الانتخابات، أي"الائتلاف العراقي الموحد"شيعية محافظة و"التحالف الكردستاني"و"التوافق"و"القائمة العراقية"بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي. وجاء في بيان وزعه المكتب الإعلامي لطالباني، اثر اجتماع مع رئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني:"بحثنا ... تشكيل الحكومة المقبلة، ولدينا آراء متفقة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع"، مؤكداً أنه"لا يمكن استثناء أي منها". من ناحيته، أعرب الحسني عن ثقته بطالباني"وحكمته في لم شمل العراقيين"، منوهاً ب"الدور الكبير الذي يلعبه الأكراد من اجلtالتوفيق بين العرب من سنّة وشيعة". وقال الدليمي:"نحن متفائلون بقيام حكومة جديرة بأن تحل المشكلة العراقية وان تعيد الأمن والاستقرار"، لافتاً الى ان الجبهة ستتابع المحادثات"مع كل الجهات المعنية ... لتشكيل حكومة عراقية متوازنة باعتماد التوافق وبعيداً عن المحاصصة". ورداً على سؤال عن موجة الإرهاب المستمرة، قال:"الإرهاب سيقف عندما تتشكل حكومة عراقية قوية متوازنة تشترك فيها جميع الاطراف العراقية". وأكد طارق الهاشمي، رئيس"الحزب الاسلامي"، أن"الطعون في نتائج الانتخابات لها الأولوية"رغم مشاركة الجبهة في المحادثات. وأعرب عن تفاؤله"لأن النخب السياسية اتفقت على ما يبدو على مبدأ أساسي"، وهو ان تكون الحكومة المقبلة حكومة وحدة وطنية. ووصف بارزاني اللقاء بأنه"مثمر". من ناحية اخرى، رفض الدليمي رفضاً قاطعاً طرح قضية الفيديرالية في المناطق الشيعية في جنوبالعراق ووسطه، مؤكداً أن رفضها لا يشمل اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. لكن تيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، أحد المكونات الرئيسية ل"الائتلاف"الشيعي، ابتعد عن هذه المشاورات، واعتبرها"شخصية"لا تمثل كل القائمة التي حققت وفق النتائج غير النهائية أكبر فوز في الانتخابات. وقال بهاء الأعرجي، المرشح عن التيار الصدري:"هذه مشاورات شخصية سيطلعنا عبدالعزيز الحكيم على تفاصيلها في اجتماع موسع يعقد قريباً". وفي ما يتعلق باختيار رئيس الحكومة المقبلة الذي ينحصر التنافس عليه حالياً بين عادل عبد المهدي المجلس الأعلى الذي يتزعمه الحكيم والجعفري، رأى الأعرجي أن الأمر"يبت داخل الائتلاف عبر التصويت والتوافق"، ملمحاً بوضوح الى دعم تياره الجعفري، إذ قال:"الجعفري أقرب الينا ونرى بأن حظوظه أكبر". ويجري التيار الصدري محادثات مع الحزب"الاسلامي"سنّة"لا تتناول تشكيل الحكومة وإنما تحديد مواصفات رئيسي الجمهورية والحكومة". وقال الاعرجي:"لم نصل الى نتائج نهائية وإنما أصبحنا في مرحلة متقدمة وسنتابعها". وفي ما يتعلق بشمول المشاورات القائمة"العراقية"، رفض الأعرجي رفضاً باتاً مشاركة علاوي شخصياً فيها. وقال:"اياد علاوي خط أحمر لا يمكن التفاوض معه"، مشيراً الى"امكان التفاوض مع بعض الأشخاص من قائمته". ولم تشمل مفاوضات كردستان حتى الآن قائمة علاوي.