قرر وسطاء الاتحاد الافريقي في مفاوضات أبوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور منح الأولوية لمناقشة بند الترتيبات الأمنية وتقديمه على بند اقتسام السلطة والثروة في الوقت الحالي، وذلك عقب تصاعد العمليات العسكرية في ولايات دارفور الثلاث. وكشف مسؤول بارز في الوساطة الافريقية ل"الحياة"، أمس، وصول تقارير الى رئاسة الوساطة عن استمرار القتال والعمليات العسكرية في ولايات دارفور الثلاث، لاسيما في منطقتي شعيرية وقولو في جنوب دارفور. وأوضح ان الوسطاء شددوا في حديث مع طرفي التفاوض، الحكومة والمتمردين، على انه لا يمكن استمرار التصعيد العسكري والمحادثات في آن، مشيراً الى ان الوساطة قررت منح بند الترتيبات الأمنية الأولوية في المحادثات التي تجري في العاصمة النيجيرية، تمهيداً للوصول في أسرع وقت الى اتفاق على وقف اطلاق النار. وعقدت لجنة الترتيبات الأمنية اجتماعاً، بمشاركة الوسطاء، استمر لأكثر من أربع ساعات للبحث في تدهور الأوضاع الامنية في الاقليم. وفي سياق متصل، قال كبير مسؤولي حفظ السلام في الاممالمتحدة، الجمعة، ان المنظمة الدولية تفهم انه سيتعين عليها في نهاية الأمر تسلم مهمة حفظ السلام من الاتحاد الافريقي في دارفور. وقال مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية جان ماري جيهينو إن مثل هذه المهمة تتطلب قوة قوية قابلة للانتشار بسرعة لديها قوة نيران كافية لردع مسلحين يقومون بأعمال نهب في اقليم في مساحة فرنسا لا يوجد فيه سلام حقيقي لحفظه. وقال جيهينو متحدثاً الى الصحافيين بعد محادثات مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي إن الأعضاء في المنظمتين لديهم معظم القدرات العسكرية المطلوبة، ويتعين التفكير في شأن كيف يمكن ان يقدموا المساعدة في النقل التعبوي وقوة النيران. وأضاف:"رأينا ما توصل اليه الاتحاد الافريقي في أحدث اجتماع له. وبالتالي يتعين علينا ان نفهم في شكل جيد جداً انه في مرحلة ما سيسلم الاتحاد الافريقي عصا القيادة في نهاية الأمر الى الأممالمتحدة". وقال جيهينو ان قوة الاتحاد الافريقي التي يبلغ قوامها 7000 جندي تؤدي مهمة عسيرة"لأنه في أغلب الاحيان لا يوجد سلام حقيقي في دارفور"، ويتعين اعطاء الاولوية للجهود الديبلوماسية للتوصل الى وقف لاطلاق النار. وقال:"حتى في حال وجود وقف لاطلاق النار، فمن الواضح ان الموقف في دارفور سيظل صعباً. هناك العديد من اللاعبين وسيكون هناك دائماً إغراء للالتفاف حول وقف اطلاق النار، وعليه فإن ذلك هو السبب في ان نقول انه سيتعين ان تكون هناك قوة قوية جداً في دارفور تكون قادرة على ان تعوض بقدرتها على التحرك ما تفتقر اليه من نقص في العدد". ورفضت الخرطوم اقتراحات في شأن ارسال قوات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى دارفور، قائلة انه"يتعين على المجتمع الدولي بدل ذلك ان يركز على تقديم مزيد من المعدات والأموال"لقوات الاتحاد الافريقي.