أكد رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل في حديث الى"الحياة"في دمشق، استعداده ل"الحوار من دون شروط مسبقة"مع الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية، بعدما اشار الى"ارتباك"هذه الدول نتيجة الفوز الكاسح للحركة في الانتخابات التشريعية. وتأتي اقوال مشعل في وقت اكد القيادي في"حماس"المكلف تشكيل الحكومة المقبلة اسماعيل هنية ان الحركة لن تعترف باسرائيل، لكنها توافق على هدنة طويلة مشروطة. راجع ص 6 و7 في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان قيادييْن في حركة"فتح"، على رأسهم النائب محمد دحلان وسمير المشهراوي، زاروا القاهرة سراً في الايام التي تلت زيارة وفد"حماس"، وذلك للبحث في سبل مشاركة"فتح"في الحكومة. واوضحت ان مصر تمارس ضغوطاً على مختلف التيارات داخل"فتح"، خصوصا تيار دحلان - المشهراوي، لعدم الوقوف عقبة امام قرار"فتح"المشاركة في الحكومة. واشارت الى ان القيادة المصرية"قالت لدحلان انه من غير المسموح لاحد العبث بالوضع الداخلي الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة". وتفيد المعلومات المتوافرة ان مصر طمأنت قادة"حماس"الى ان"فتح"ستشارك في نهاية المطاف في حكومة برئاستها، كما نقلت مصادر فلسطينية عن مصادر اوروبية مطلعة قولها ان"فتح"ستشارك في الحكومة، رغم التباينات الظاهرة بين موقفي الحركتين وتناقض برنامجيهما. ونفى هنية امس ان يكون صرح في مقابلة هاتفية مع صحيفة"واشنطن بوست"نشرت امس، بان الحركة مستعدة للاعتراف باسرائيل في حال انسحابها من الاراضي المحتلة العام 1967 بما فيها القدس، واطلاق الاسرى وتثبيث حق العودة. واوضح هنية ان"حماس"لن تعترف ابدا باسرائيل لكنها قد توافق على هدنة طويلة مع الاحتلال، مكررا بذلك موقف مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين المعلن منذ سنوات عن استعداد الحركة لقبول دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وعودة اللاجئين في مقابل هدنة طويلة تمتد الى عشر سنوات. من جهة اخرى، سعى هنية الى طمأنة الرئيس محمود عباس الى ان"حماس"لا تسعى الى افشاله، وذلك بعد تلويح الرئيس الفلسطيني بالاستقالة في حال لم يستطع تحقيق اهدافه. وكان موضوع تعزيز مكانة عباس، اضافة الى المساعدات الانسانية الاميركية للفلسطينيين، موضع خلاف اميركي - اسرائيلي خلال زيارة نائب وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس لاسرائيل. وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ان عباس اصبح"غير ذي اهمية"، معتبرة انه"لا يستطيع ان يكون وجهاً جميلا لارهاب قبيح يختفي وراءه"، في حين عارض وزير الدفاع شاؤول موفاز تعامل واشنطن مع السلطة على انها"ثنائية الرأس"، معتبرا ان"حماس"تسعى الى ترسيخ سيطرة ايران على السلطة، وان تصريحات هنية"مصيدة عسل". وفي دمشق، قال مشعل ل"الحياة"ان انتصار حركته"فوز لنهج المقاومة والصمود والممانعة. ويكسر الكثير من حلقات الحصار الظالمة على سورية". واعتبر الشروط الاميركية على"حماس"بضرورة الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وتعديل ميثاقها"ظالمة وغير واقعية ... وثبت فشلها". وقال ان الحركة"مستعدة للحوار مع أي طرف دولي، بما فيه الولاياتالمتحدة، لكن على قاعدة الندية والتكافؤ ومن دون شروط مسبقة".