وصول الكوادر الشابة إلى مواقع السلطة، ظاهرة ازدادت انتشاراً في دول العالم مع بداية القرن الحادي والعشرين. ولم تبق المنطقة العربية بمنأى عن هذه الظاهرة، إذ شهدت وصول قادة جدد يجمع بينهم النضج المبكر الذي يميّز هذا الجيل عن كل من سبقه... ولم تعد القيادة تقتصر على الرئاسة او السياسة، بل تعدتها بأشواط لتطاول كل المراكز العملية والميادين المختلفة، لا سيما في العالم العربي الذي لم يتجدد دمه في المراكز القيادية منذ فترة طويلة. والأمثلة لا تحصى، نتوقف عند بعضها: في السياسة، برزت ليلي حبش، المساعدة الخاصة في المكتب الرئيس لرئاسة الوزراء في السلطة الفلسطينية، وهي تتولى تنسيق المساعدات المالية والتمويل الخاص من الدول العالمية المانحة كي تتناسب وحاجات المجتمع الفلسطيني. كما كانت المستشارة الخاصة للوفد الفلسطيني المفاوض مع الاسرائيليين. كما برز في فلسطين ايضاً مايكل طرزي المستشار القانوني لقسم شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية. اما محمود صفوت محيي الدين فاحتل منصب وزير الاستثمار في الحكومة المصرية ومستشار الرئيس حسني مبارك، كما مدير مجلس الادارة في المصرف المركزي في مصر. وفي سلطنة عمان، كانت لجينة محسن حيدر درويش، التي انتخبت في مؤتمر مجلس الشورى في عمان. كما هي عضو في مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة. وهي اول امرأة في الخليج العربي تحتل منصب رئيس ناد رياضي، الى جانب منصبها في نيابة ادارة مجموعة شركات محسن حيدر درويش. وفي تركيا، احتل علي باباكان منصب وزير الاقتصاد بعدما تنقل بين مناصب سياسية عدة. في الأعمال أيضاً تميّز دم شبابي جديد في كل الميادين لا سيما في البلدان العربية. وفي الامارات العربية تميز مجيد سيف الغرير رئيس مجلس ادارة"مجموعة الغرير"التي تشمل نشاطاتها التصنيع والتجارة والصناعة، اضافة الى كونه رئيس"مركز برجمان"وعضواً في مجلس ادارة مدينة الشوعة وعضواً في مؤتمر العمل العربي. كما انتُخب افضل شخصية قيادية في ميدان الاعمال العام 2004. بدورها، تلعب أصيلة الحارثي دوراً مميزاً في رئاسة الاعمال في شركة نفط عمان. وهي عضو في مؤتمر"دين"في جامعة هارفارد وفي مجلس ادارة جامعة السلطان قابوس ومدرسة جون كينيدي.