سلمت القوات الاميركية في محافظة الموصل 400 كلم شمال بغداد الملف الأمني في الجانب الأيمن للمحافظة إلى الجيش العراقي في تطور يشير إلى تزايد امكانات القوات العراقية في واحدة من اكثر مناطق العراق توتراً. وقال محافظ الموصل في تصريح الى"الحياة"ان"الفوج الثاني من اللواء الثاني في الجيش العراقي تسلم امس الملف الأمني للجانب الأيمن من القوات الاميركية بعدما وصل الى درجة عالية من التدريب والقدرة على محاربة الارهاب، ومن المؤمل ان يتسلم فوج اخر من الفرقة الثانية في 28 الجاري ملفاً امنياً آخر في الكيارة، وكنا تسلمنا الأمن في منطقة مغمور". وأضاف ان تسلم الملفات الأمنية"سيساعد كثيراً في استقرار الاوضاع بسبب معرفتنا بالمنطقة وبالجماعات المسلحة فيها". وأكد ان القوات الاميركية"لن تتدخل في الجانب الأيمن للمدينة ما لم نطلب منها المساعدة". ويقسم نهر دجلة الموصل إلى قسمين، الأيمن منهما يسكنه عرب واكراد واقليات اخرى ويوصف بأنه أقل توتراً من جانبها الايسر الذي تقع فيه مدينة الموصل القديمة وتنشط الجماعات المسلحة في احيائه وما زال تحت اشراف القوات الاميركية. ووصف مجلس الوزراء العراقي في بيان تسلم الملف الأمني في جزء من الموصل ب"الخطوة الكبيرة، ومؤشر على جاهزية القوات العراقية ما يمهد لانسحاب القوات الأجنبية من داخل المدن". وقال العميد جمال فائق سليم الذي تسلمت فرقته الاشراف على الملف الأمني في هذا الجزء من الموصل"ان المناسبة تذكر بسقوط المحافظة في مثل هذا التاريخ العام الماضي بأيدي الارهابيين، متوعداً اياهم بحماية الشعب وممتلكاته والحفاظ على مؤسسات الدولة". من جهته أيد شيخ عشيرة الجبور في الموصل هادي اسود محمد الجبوري تسلم الجيش العراقي مسؤوليات الأمن بدلاً من قوات الاحتلال وقال:"هذا اول الخيط لاستتباب الأمن في محافظتنا"التي وصف الارهاب فيها بأنه"قوي جداً"مؤكداً ان"دور العشائر رئيسي في حفظ الامن والنظام ومطاردة المتمردين، وشكا الجبوري من اطلاق القوات الاميركية من تسلمه العشائر الى سلطات المحافظة". واوضح ان"عدم انتساب ابناء عشيرته وشباب الموصل الى الجيش والشرطة يأتي بسبب تهديدهم وأسرهم من العناصر الارهابية"التي حددها بأنها"من دول الجوار والمخابرات الاميركية والاسرائيلية والا لماذا يطلقون من نسلمه اليهم". وفي السياق ذاته اكد الجنرال الاميركي ايرامن ان الارهاب في الموصل له خبرة متمرسة ولذلك سقطت نينوى بيدهم العام الماضي الا ان القوات الاميركية والعراقية حررت المدينة وقتلت اثناء المواجهات"امير نينوى"ابو زيد.