الكبار يخافون العمل الجراحي، وهذا يتظاهر جلياً في حال القلق الذي يبدو واضحاً وضوح الشمس على وجوههم وتصرفاتهم. أما عند الأطفال فحدّث ولا حرج، ومن أجل التخفيف من وطأة القلق هذه يلجأ الأطباء الى إعطاء المريض دواء مهدئاً يساعدهم على عبور هذه الفترة الحرجة. الباحثون من جامعة رين الفرنسية أعلنوا في دراسة نشرت في مجلة"بيدياتريك أنيستيزيا"، أن التنويم قبل العملية الجراحية أكثر فعالية من اعطاء الأدوية المهدئة في السيطرة على القلق. الدراسة تمت على 50 طفلاً تأرجحت أعمارهم بين سنتين وپ11 سنة ويحتاجون الى عمليات جراحية صغيرة في البطن. وقبل الذهاب بهؤلاء الى غرفة العمليات، تناول نصف الأطفال دواء"ميدازولام"المهدئ، في حين أن النصف الآخر تم تنويم أفراده بالتخدير اضافة الى اعطائهم عقار البلاسيبو العديم النفع. النتائج جاءت لتبين أن 39 في المئة من الأطفال الذين جرى تنويمهم عانوا عوارض القلق في مقابل 68 في المئة في المجموعة التي وضعت تحت الدواء المهدئ. وهذا يعني ان طريقة التنويم أفضل من الدواء للسيطرة على القلق، وقد عزا البحاثة ذلك الى أمرين: الأول هو أن التنويم لا يقود الى النسيان وهذا يسمح للطفل بالاحتفاظ ببعض الذكريات عن العملية الجراحية، وبالتالي فإن الأثر المرضي لهذه الأخيرة يكون أقل. أما الأمر الثاني فهو أن التنويم يخلق نوعاً من الثقة مع الطبيب المخدر.