مدت طهران طوق النجاة ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس ووعدت رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بدعم مالي لادارة الحكومة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاقات أوسلو، وذلك في مسعى الى مواجهة الحصار الدولي. في المقابل، تعهد مشعل التصعيد ضد اسرائيل اذا تعرضت ايران لهجوم عسكري، كما تعهد اعادة النظر في التفاهمات التي توصلت اليها السلطة بما يخدم المصلحة الفلسطينية، وقال ان رئيس الحكومة المكلّف اسماعيل هنية سيزور طهران عند أقرب فرصة بعد تشكيل الحكومة. في الوقت نفسه، طلبت مصر من الولاياتالمتحدة منح"حماس بعض الوقت"قبل اتخاذ اي اجراءات ضدها. راجع ص 5 وبدأت"حماس"مشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة، وعقد رئيس كتلتها البرلمانية محمود الزهار اجتماعاً في غزة مع قيادات من حركة"فتح"التي اكد رئيس كتلتها البرلمانية عزام الاحمد ان الحد الادنى لقبول الشراكة في الحكم هو قبول"حماس"ببرنامج الرئيس محمود عباس الداعي الى احترام التزامات السلطة والاتفاقات الموقعة وخيار المفاوضات. لكنه أقر بوجود نقاط التقاء عدة مع"حماس"في ما يتعلق بالجانب الحياتي واليومي للفلسطينيين والعلاقات الداخلية وسياسة الاصلاح. رغم ذلك، بدأت"فتح"امس اولى خطواتها المعارضة لاجراءات"سلطة حماس"، اذ نظم 200 من موظفي الحركة العاملين في السلطة في رام الله مسيرة واعتصاما احتجاجاً على قرار رئيس المجلس التشريعي الجديد عزيز الدويك القاضي بتجميد تعيين موظف كبير ينتمي الى"فتح"امينا عاما للتشريعي واخلاء مكتبه. من جانبه، أكد القائم بأعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت انه يعتبر السلطة"سلطة حماس"وانه"لا يميز بين ألوان الطيف السياسي"الفلسطيني. لكنه اضاف انه سيبذل كل جهد لمواصلة الاتصالات مع الفلسطينيين، معتبراً ان الامل في التوصل الى تسوية سلمية ما زال ممكناً رغم فوز"حماس". وألقت طهران امس بثقلها لمساعدة"حماس"على الخروج من المأزق الذي تسبب به الحصار الدولي المالي، وللمرة الاولى اعلن مسؤول ايراني رسمياً تقديم مساعدة مالية للحكومة التي ستشكلها"حماس"، وقال امين المجلس الاعلى للامن القومي علي لاريجاني في ختام لقائه مشعل:"سنساعد بالتأكيد هذه الحكومة ماليا حتى يمكنها الوقوف امام قمع اميركا". وكان مشعل نال في وقت سابق الدعم المعنوي من مرشد الثورة آية الله علي خامنئي الذي دعا الدول الاسلامية الى مساعدة الحركة على الخروج من المأزق المالي و"وضع خطة تمكن جميع المسلمين من تقديم ... مساعدة مالية سنوية للفلسطينيين". وقال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام اكبر هاشمي رفسنجاني ان الشعوب والدول الاسلامية والعربية هي الداعم الحقيقي للشعب الفلسطيني ولن تسمح للاعداء باستغلال مساعداتهم المالية الضئيلة كأداة سياسية. واتخذت القاهرة موقفا مخالفاً للرغبة الاميركية في عزل"حماس"، اذ نقل الناطق باسم الرئاسة عن الرئيس مبارك تشديده خلال لقائه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ضرورة استمرار الدعم للشعب الفلسطيني واتاحة الوقت الكافي ل"حماس"لتقدير الموقف الراهن وتحديد مواقفها من متطلبات عباس، مضيفا ان رايس ردت بأن بلادها تترقب مواقف الحركة. وابلغ القيادي في"حماس"محمد نزال مسؤولا مصريا ان الحركة"ستتعامل بواقعية ومرونة"بعد تشكيل الحكومة، لكنه اكد رفضه"لغة التهديد"التي استخدمتها رايس والتي قال انها لا تجدي نفعاً مع الحركة. من جهة اخرى، دان الاردن بشدة تصريحات قائد المنطقة الوسطى في اسرائيل الجنرال يائير نافيه الذي قال ان الملك عبدالله الثاني قد يكون"آخر عاهل"اردني، محذرا من قيام"محور"اسلامي يبدأ بايران ويمر ب"العراق"وصولا الى غزة، ويمكن ان يعبر الاردن حيث"يتوقع ان يتعزز كثيرا"موقع الاسلاميين اثر فوز"حماس". وفي وقت لاحق، اصدرت وزارة الدفاع الاسرائيلية بيانا دانت فيه تصريحات نافيه معتبرة انها لا تعكس بحال من الاحوال الموقف الرسمي الاسرائيلي.